بحث مخصص عن الكتب

Loading

الأحد، 13 فبراير 2011

ثورة النظارات في اليمن !!



انطلقت أعداد مهولة من أصحاب النظارات في اليمن في مظاهرة لم ولن يشهد لها التأريخ مثيلا من قبل ولا من بعد !

وقد رفع المتظاهرون الذين كان كل واحد منهم يرتدي عشر نظارات ، مركومة بعضها فوق بعض ، شعارات وهتافات ، نددوا فيها بالمساعي الرسمية لإضعاف أبصار الناس وعيونهم عن رؤية الدنيا على حقيقتها ، شاجبين في الوقت ذاته التلوث البيئي الذي تسببت فيه الحكومة ، حين رفعت سعر البترول ، مما ألجا أصحاب المركبات إلى تحويل ماكينات مركباتهم من البترولية إلى الديزلية .

وقد استنكر المتظاهرون بشدة ، امتلاك أبناء المسؤولين والفنانين وأبناء رجال المال والأعمال المقربين من النظام ، عدسات ونظارات فاخرة ، باهظة الثمن ، بينما أصحاب العشى الليلي ، وقصر وطول النظر من المواطنين الكادحين لا يمتلكون ما يشترون به إطار نظارة واحدة !

وفي أول ظهور للجهات الرسمية ، تم التنديد بهذه المظاهرة العارمة ، وادعت أن أصحاب النظارات السوداء هم من يقود هذه التظاهرة المشبوهة ، ميدانيا وفي الغرف المغلقة !

من جانبهم أكد أصحاب النظارات السوداء أنهم لم يقوموا بأي دور تحريضي فيها ، ولإثبات ذلك فقد غيروا نظاراتهم من اللون الأسود إلى اللون الأبيض ، فادعت الجهات الرسمية أن أصحاب النظارات البيضاء هم من يقوم بتحريض المتظاهرين ، مما اضطرهم إلى ارتداء نظارات سوداء ذات إطارات بيضاء !

الغريب في الأمر ؛ أن المتظاهرين انقسموا إلى مذاهب شتى تجاه مطالبهم ، فمنهم من طالب الحكومة بتحمل مسؤوليتها تجاه أصحاب النظارات ، وذلك بإنشاء لجان ميدانية مهمتها تنظيف زجاجات النظارات لكل من يمر مرتديا نظارة في الشوارع الرئيسية على الأقل ، والقيام بفحوصات لأصحاب النظارات لتغيير مقاسات النظارات دوريا كل ثلاثة أشهر على حساب الدولة !

وطالب فريق آخر بأن تقوم الدولة بحملة للتخلص من النظارات ، من خلال توفير العدسات اللاصقة لضعاف النظر ، أو توفير أطباء محترفين يستطيعون تحويل ضعاف الأبصار إلى عميان بأقل تكلفة ممكنة !

وطالب فريق آخر بأن تقام سوق عالمية للنظارات اليمنية محلية الصنع ، لتضيف اليمن لنفسها رصيدا تأريخيا جديدا ، يضاهي رصيد البن والقات !

وفي تطور لاحق للأحداث ، اقتحم مجموعة من البلطجية باحة التظاهر ، وهم راكبون على بغال وحمير ضخمة ترتدي نظارات ، ثم قاموا بتسليطها على المتظاهرين ، فجعلت تلك البغال والحمير ترمحهم بأرجلها حتى هشمت عددا كبيرا من النظارات وما تحتها !

وما أن استنكر المتظاهرون هذه الحركة اللامسؤولة ، حتى خرجت إحدى البلطجيات ، وهي ترتدي نظارة سوداء على شكل حذاء هندي ، مما أثار حفيظة المتظاهرين جدا ، وطالبوا بإيقاف مسلسل السخرية بأصحاب النظارات ، كأن يقال لمن يلبس نظارة مثلا : " نظف حقك الفريمات " !

كما توجه جماعة من البلطجية نحو نظارة ضخمة كانت قد نصبت فوق أحد المتظاهرين ، وأصابوا زجاجها الأمامي بخدوش كبيرة !

وفي تطور خلاق ، أنشأت لجان شعبية من المتظاهرين ، سوقا في وسط باحة التظاهر ، أودعوها مجموعة من النظارات الخردة ، كمساعدة لكل من ضاعت نظارته أو تهشمت أو لم يسعفه الزمان بشراء نظارة !

وقد استمرت المظاهرات خمسة عشر ألف ساعة (وهو رقم يماثل سعر النظارة الرديئة الصنع في السوق اليمنية) ، حتى كادت الأمور تخرج عن السيطرة ، إذ وثب بعض المتظاهرين على أحد المتاحف القريبة ، لسرقة النظارات الخاصة بالإمام (أحمد) وأبيه (يحيى حميد الدين) !

وقد راح ضحية هذه المظاهرة خمسة عشر نظارة من نوع (سافيلو) الإيطالية الصنع ، واختفى أصحابها عن الأنظار تماما ، واستخدمت القنابل الصوتية ، والغازات المسيلة للدموع ، والماء المالح ، وصواريخ كاتيوشا قريبة المدى لتفريق المتظاهرين، ولكن ذلك لم يجد نفعا ، حتى قامت مجموعة من القوى العسكرية بالتسلل إلى أوساط المتظاهرين بلباس مدني ، ثم نفذوا حملة خطف ومصادرة لكل نظارة تقع عليها أيديهم وأرجلهم ، وهاهنا عجز المتظاهرون عن متابعة الرؤية ، فاستسلموا بسرعة قياسية ، ثم اقتيدوا جميعا إلى جهات مجهولة !
abuiyad

3 التعليقات:

خلدون السامعي يقول...

نعم نعم ,, ولا نعلم إلى أي جهة تم اختتطافهم والآن هناك جهود دبلوماسية دولية تسعى للإفراج عن تلك النظارات وقد تم فعلاً الإفراج عن بعضها ولكن دون أصحابها، إلا أن تلك الجهات أكدت على ضرورة الإفراج عن النظارات وأصحابها، وقد أكد المواطنون - الذين لم تختتطف نظاراتم - بأنهم سيعودون للاعتصام مرة أخرى إذ لم الاستجابة لمطالبهم والإفراج عن النظارات المعتقلة .

غير معرف يقول...

نايم لا حد الآن ، وينك وينك قد فصلوا نظارات جديدة

غير معرف يقول...

مبروك يا أشعري قبولك بجامعة الملك سعود

إرسال تعليق

ترقيم الصفحات