بحث مخصص عن الكتب

Loading

الجمعة، 10 يونيو 2011

((جمعة الغضب في التراث العربي))

مرتبة بحسب أسبابها
الشائعات :
سنة 802 :
وفي يوم الجمعة رابع عشر شوال وقع بالقاهرة ضجة عظيمة وقت صلاة الجمعة بسبب مملوكين تضاربا فشهرا السيوف ، فشاع بين الناس أن الأمراء اختلفوا وركبوا فهرب الناس من الجوامع ومنهم من خفف الصلاة جدا وراح لهم في الزحمة عدة عمائم وغيرها وخطفوا الخبز من الحوانيت والأفران ، فبادر بن الزين الوالي وأمسك جماعة من المفسدين فشهرهم بالضرب ونادى عليهم : هذا جزاء من يسكر ويكثر الفضول وسكنت الفتنة ثم نودي بالأمان ، وقيل إن أصل ذلك أن رجلا ربط حماره إلى دكة بجوار جامع شيخون فجذب الحمار الدكة فنفرت خيول الأمراء الذي يصلون في الجامع وأقبل ناس من جهة الرميلة فرأوا شدة الحركة فظنوا أنها وقعة فرجعوا هاربين فتركبت الإشاعة من ثم إلى أن طارت في جميع البلد ثم خمدت .[1]



خروج الأحوال عن السيطرة
سنة 450 :
لما كان يوم الجمعة الثالث عشر من ذي القعدة دعى لصاحب مصرفي جامع المنصور وزيد في الاذان حي على خير العمل وشرع البساسيرى في اصلاح الجسر فعقده بباب الطاق وعبر عسكره عليه فنزلوا الزاهر وحضرت الجمعة يوم العشرين من ذي القعدة فدعى لصاحب مصر بجامع الرصافة وخندق الخليفة حول داره ونهر معلى خنادق وحفرت آبار في الحلية وغطيت حتى يقع فيها من يقاتل وبنيت ابراج على سور دار الخليفة وخرج رئيس الرؤساء فوقف دون باب الحلبة يفرق النشاب ثم فتح الباب فاستجرهم البساسيرى ثم كر عليهم فانهزموا وامتلأ باب الخليفة بالقتلى واجفل رئيس الرؤساء الى دار الخليفة فهرب اهل الحريم وعبروا الى الجانب الغربي ونهب العوام من نهر معلى وديوان الخاص ما لا يحصى واحرقوا الاسواق .[2]
الجوع :
سنة 832 :
في يوم الجمعة الثاني من شعبان تأخر اللحم عن المماليك الذين في الطباق يوم الخميس فأصبحوا يوم الجمعة - فصبح منهم بيت الوزير جمع فهجموا عليه بيته الذي بحارة زويلة فكسروا أبوابه ونهبوا ما فيه ، وكسرت عدة أواني من الصيني ، واستلبوا ثياب النساء والجواري ، وأفسدوا رخام منزله ، وهرب الوزير في بيت الجيران ، ثم ثارت في سادس شعبان بين جماعة من المماليك السلطانية وبين الأمير الكبير جارقطلي ، فأرادوا أن يهجموا عليه فاغلقت الأبواب ، فأرادوا إحراق الدار فبرز إليهم راكبا ، فنكصوا عنه ودخلوا بين القصرين ، فوقعت في العوام هجة فأغلقت أبواب المدينة ، وأمسك من مماليك الأمير الكبير ثلاثة أنفس فضربوا بحضرة السلطان ، فبلغ ذلك الامير الكبير فغضب وسكنت الفتنة ، ثم إن السلطان تلطف بالمماليك .[3]
غلاء المعيشة :
سنة 308 :
فيها تحركت الاسعار فى آخر هذه السنة فاضطربت العامة لذلك فقصدوا باب حامد فخرج اليهم غلمانه فحاربوهم فقتل من العوام جماعة ومنعوا يوم الجمعة الامام من الصلاة وهدموا المنابر واخربوا مجالس الشرطة واحرقوا الجسور وأمر السلطان بمحاربة العوام فأخذوا وضربوا وفسخ ضمان حامد وبيع الكر بنقصان خمسة دنانير فسكنوا .[4]



سنة 375 :
وفى هذه السنة هم صمصام الدولة ان يجعل على الثياب الابريسميات والقطنيات التى تنسج ببغداد ونواحيها ضريبة وكان ابو الفتح الرازى قد كثر ما يحصل من هذا الوجه وبذل تحصيل الف الف درهم منه فى كل سنة فاجتمع الناس فى جامع المنصور وعزموا على المنع من صلاة الجمعة وكاد البلد يفتتن فاعفوا من احداث هذا الرسم .[5]



سنة 383 :



فى يوم الجمعة الثانى عشر من جمادى الآخرة شغب الديلم شغبا شديدا لاجل فساد النقد وغلاء السعر وتأخر العطاء ومنعوا من الصلاة بجامع الرصافة فلما كان بكرة السبت قصدوا دار ابى نصر سابور بباب خراسان وهجموا فنهبوها وافلت من بين ايديهم هاربا على السطوح وثارت بذلك فتنة دخلها العامة ورجع الديلم فراسلوا بهاء الدولة بالتماس ابى نصر سابور و ابى الفرج محمد بن على الخازن وكان ناظرا فى خزانة المال ودار الضرب وتردد القول معهم الى ان وعدوا بالاطلاق وتغير النقد .[6]



الطائفية :



سنة 313 :



عرف المقتدر أن الرافضة تجتمع فى مسجد براثا فتشتم الصحابة فوجه نازوك للقبض على من فيه وكان ذلك فى يوم الجمعة لست بقين من صفر فوجدوا فيه ثلاثين انسانا يصلون وقت الجمعة ويعلنون البراءة ممن يأتم بالمقتدر فقبض عليهم وفتشوا فوجدوا معهم خواتيم من طين ابيض يختمها لهم الكعكى عليها محمد بن اسماعيل الامام المهدى ولى الله فأخذوا وحبسوا وتجرد الخاقانى لهدم مسجد براثا واحضر رقعة فيها فتوى من الفقهاء انه مسجد ضرار وكفر وتفريق بين المؤمنين وذكر انه ان لم يهدم كان مأوى الدعاء والقرامطة فأمر المقتدر بهدمه فهدمه نازوك وامر الخاقاني بتصييره مقبرة فدفن فيه عدة من الموتى واحرق باقيه .[7]



سنة 329 :



وفى يوم الجمعة لأربع خلون من شهر ربيع الآخر قام رجل من العامة فى الجامع بالرصافة والامام يخطب فلما دعا للمتقى لله قال له العامة كذبت ما هو بالمتقى فأخذ وحمل الى دار السلطان .[8]



سنة 349 :



فمن الحوادث فيها انه يوم الخميس لثلاث خلون من شعبان وقعت فتنة بين السنة والشيعة فى القنطرة الجديدة وتعطلت الجمعة من الغد فى جميع المساجد الجامعة فى الجانبين سوى مسجد براثا فان الصلاة تمت فيه وقبض على جماعة من بنى هاشم واعتقلوا فى دار الوزير لأنهم كانوا سبب الفتنة واطلقوا من الغد .[9]



سنة 403 :



فى شوال توفيت بنت ابى نوح الاهوازى الطبيب زوجة ابى نصر بن اسرائيل كاتب المناصح ابى الهيجاء فاخرجت جنازتها نهارا ومعها النوائح والطبول والزمور والرهبان والصلبان والشموع فقام رجل من الهاشميين فانكر ذلك ورجم الجنازة فوثب احد غلمان المناصح بالهاشمى فضربه بدبوس على رأسه فشجه فسال دمه وهرب النصارى بالجنازة الى بيعة دار الروم فتبعهم المسلمون ونهبوا البيعة واكثر دور النصارى المجاورة لها وعاد ابن اسرائيل الى داره فهجموا عليه فهرب منهم واخرج ابن اسرائيل مستخفيا حتى اوصل الى دار المناصح وثارت الفتنة بين العامة وغلمان المناصح وزادت ورفعت المصاحف فى الاسواق وغلقت ابواب المساجد وقصد الناس دار الخليفة على سبيل الاستنفار وركب ذو العادتين ابو غالب الى دار المناصح فاقام بها ووردت رسالة الخليفة الى المناصح بانكار ما جرى وتعظيم الامر فيه وبالتماس ابن اسرائيل وتسليمه فامتنع المناصح من ذلك فغاظ الخليفة امتناعه وتقدم باصلاح الطيار للخروج عن البلد وجمع الهاشميين الى داره واجتمعت العوام فى يوم الجمعة وقصدوا دار المناصح ودفع غلمانه فقتل رجل ذكر انه علوى فزادت الشناعة وامتنع الناس من صلاة الجمعة وظفرت العامة بقوم من النصارى فقتلوهم وترددت الرسائل الى المناصح الى ان بذل حمل ابن اسرائيل الى دار الخلافة فكف العامة عن ذلك والزم اهل الذمة الغيار ثم افرج عن ابن اسرائيل فى ذى القعدة .[10]



سنة 420 :



في يوم الاثنين غرة ذي القعدة جمع القضاة والشهود والفقهاء والوعاظ والزهاد الى دار الخلافة وقرىء عليهم كتاب طويل جدا يتضمن ذكر ابي بكر وعمر وفضائلهما ووفاة النبي صلى الله عليه و سلم والطعن على من يقول بخلق القرآن واعيد فيه ما جرى بين بشر المريسي وعبد العزيز المكي في ذاك ويخرج من هذا الى الوعظ والامر بالمعروف والنهي عن المنكر واقام الناس الى بعد العتمة حتى استوفيت قراءته ثم اخذت خطوطهم في آخره بحضورهم وسماع ما سمعوه وكان يخطب في جامع براثا من يذكر في خطبته مذهبا فاحشا من مذاهب الشيعة فقبض عليه من دار الخلافة وتقدم يوم الجمعة التاسع عشر من ذي القعدة الى ابي منصور بن تمام الخطيب ليخطب بدلا عن الخطيب الذي كان مرسوما به فلما صعد المنبر دقه بعقب سيفه على ما جرت به العادة والشيعة تنكر ذلك وخطب خطبة قصر فيها عما كان يفعله من تقدمه في ذكر علي بن ابي طالب وختم قوله بان قال اللهم اغفر المسلمين ومن زعم ان عليا مولاه فرماه العامة حينئذ بالآجر ود موا ونزل من المنبر ووقف المسالح دونه حتى صلى ركعتي الجمعة خفيفة وعرف الخليفة ذلك فغاظه واحفظه وخرج امره باستدعاء الشريفين ابي القاسم المرتضى وأبي الحسن الزينبي نظام الحضرتين محمد بن علي والقاضي ابي صالح وامر بمكاتبة الحضر الملكية والوزير ابي علي ابن ماكولا والاصبهلارية في هذا المعنى بما تقام القيامة فيه فكان مما كتب :



(( بسم الله الرحمن الرحيم اذا بلغ الامر اطال الله بقاء صاحب الجيش الى الجرءة على الدين وسياسة الدولة والمملكة ثبتها الله من الرعاع والاوباش فلا صبر دون المبالغة بما توجبه الحمية وبغير شك انه قد بلغه ما جرى في يوم الجمعة الماضية من مسجد براثا الذي يجمع الكفرة والزنادقة ومن قد تبرأ الله منه فصار أشبه شيء بمسجد الضرار وذلك ان خطيبا كان فيه يجري الى ما لا يخرج به عن الزندقة والدعوى لعلي بن ابي طالب عليه السلام مالو كان حيا فسمعه لقتل قائله وقد فعل مثل ذلك في الغواة امثال هؤلاء الغثاء الذين يدعون الله ما تكاد السموات يتفطرن منه فان فانه كان في بعض ما يورده هذا الخطيب قبحه الله بعد الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم فيقول وعلى اخيه امير المؤمنين علي بن ابي طالب مكلم الجمجمة ومحي الاموات البشري الالاهي مكلم فتية اصحاب الكهف الى غير ذلك من الغلو المبتدع الذي تقشعر منه الجلود ويتحرك منه المسلمون وتنخلع قلوبهم ويرون الجهاد فيه كجهاد الثغر فلما ظهر ذلك قبض على الخطيب وانقذ ابن تمام ليعتمد اقامة الخطبة القويمة فاورد الرسم الذي يطرق الاسماع من الخطبة ولم يخرج عن قوله اللهم صلى على محمد وعلى آله الطاهرين واصحابه المنتجبين وأزواجه الطاهرات امهات المؤمنين وذكر العباس وعليا عليهما السلام ثم قال في التفاته المعهود عن يمينه اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد امام ائمة الهدى وعن يساره اللهم صلي على محمد الشفيع المشفع في الورى واقام الدعوتين الجليلتين ونزل فوافاه الآجر كالمطر فخلع كتفه وكسر أنفه وادمى وجهه وهو لمابه واشط بدمه لولا انه كان هناك اربعة من الاتراك ايدهم الله فنفروا واجهدوا في ان حموه لكان قد هلك وهذه هجمة على دين الله وفتك في شريعة رسول الله صلى الله عليه و سلم وخلاعة ذكر الربوبية والحاجة صادقة والضرورة ماسة الى أن يقصد الامتعاص البالغ في هذه الحال العظيمة الهائلة التي ارتكبها الكفرة الفجرة واقدموا على ما اقدموا عليه وبقي التظافر على اقتناصهم وأخذ البريء بالسقيم واباحة الدماء الواجب سفحها وكسر الايدي والارجل التي تجب ابانتها عن أجسادها والشد على ايدي اصحاب المعونه فيها يقصدونه من ذلك والعمل على ركوب الجم الغفير وجمهور كبراء العسكر أدام الله عزهم في يوم الجمعة الآتية ليكون الخطيب ايده الله في صحبتهم ويجري الامر في الخطبة الاسلامية على تقويمها ورغم من رغم ولا يكون ذلك الا بعد نكاية تظهر وتعم فان هؤلاء الشيع قد درسوا الاسلام وقد بقيت منه بقية وان لم تدفع هؤلاء الزنادقة المرتدة عن سنن الاسلام والاهدم وذهبت هذه البقية وله ادام الله تأييده سامى رأيه في الوف على ذلك والجري على العادة في كفاية هذا المهم واجابتي عن هذه الرقعة بما انهيه فيقع السكون اليه والاعتماد عليه ان شاء الله بعد فقد لحق تماما الخطيب في نفسه وولده ما ستنشر معرفته وقد انهتك محرمه ويحتاج ان يستدعي صاحب المعونة ليستكشف عن حقيقة الحال ومن الذي جنى هذه الجناية ويتعرف من الملاحين الذين في المشارع من اي جهة وردوا والى أين صاروا ويتعرف ذلك من حراس الدروب بعد الارهاب الذي يعمل في مثله ويطالع بما ينتهي اليه الاجتهاد ان شاء الله )) .



وكان الذي لحق الخطيب انه كبسه نحو ثلاثين رجلا في ليلة الاثنين بالمشاعل واخذوا ما كان في داره واعروا ولده وحرمه واشفق الوزير والاسفهسلارية في الجمعة الثانية من حدوث فتنة بركوب الغلمان مع الخطيب فراسلوا ابا الحسن بن حاجب النعمان بالتوقف عن انقاذه في هذا اليوم الى ان تسكن الفورة وترتب لهذا الأمر قاعدة يؤمن معها الاختلاط والفساد فلم يحضر خطيب ولا اقيمت صلاة الجمعة في مسجد يراثا وقد كان شيوخ الشيعة امتنعوا من حضوره وتأهب الاحداث والسفهاء للفتنة . [11]



سنة 420 :



في يوم الجمعة العاشر من ذي الحجة الذي كان عيد النحر خرج الناس والجند الى ظاهر البلد بحضرة مسجد براثا فلم يحضر خطيب ولا حضر صاحب معونة فلما طال الانتظار قيل لاحد المؤذنين في الموضع تقدم فصل فتقدم وكبر في اول ركعة مالم يضبط عدده حيرة ودهشا وسجد قوم ولم يسجد قوم وكبر في الركعة الثانية تكبيرة او تكبيرتين ووقعت الصيحة فظن انها من فتنة فانزعج الناس واختلطوا وانقطعت الصلاة وكان سبب انقطاع الخطباء عن هذا الموضع ما سبق ذكره عن ابي منصور بن تمام الخطيب وغيظ الخليفة في ان لم يفعل مقابلة ذلك لما كتب وأمر به ثم اجتمع بعد هذا قوم من مشايخ اهل الكرخ فصاروا مع الشريف المرتضى الى دار الخلافة فاحالوا على سفهاء الاحداث فيما جرى على الخطيب وسألوا الصفح عن هذه الجناية وان لا يخلى عن هذا المسجد من المراعاة واقامة الخطبة فيه فاقيم لهم خطيب وعادت الصلاة في مسجد براثا منذ يوم الجمعة غرة المحرم بعد ان عملت للخطيب نسخة يعمدها فيما يخطب واعفاءهم الخطيب من دق المنبر بعقب سيفه ومن قوله اللهم اغفر للمسلمين ومن اعتقد ان عليا مولاه وفي ليلة الجمعة لعشر بقين من ذي الحجة ورد ابو يعلى الموصلي وجماعة من العيارين كانوا مقيمين باوانا وعكبر فقتلوا خمسة من الرجالة واصحاب المسالح وظهروا من الغد في الكرخ بالسيوف المسلولة واظهروا ان كمال الدولة ابا سنان انفذهم لحفظ البلد وخدمة السلطان فثار بهم اهل الكرخ فقتلوا وصلبوا .[12]



سنة 422 :



وفي يوم الجمعة لثمان بقين من ربيع الاول تجددت الفتنة بين السنة والرافض واشتدت وكان سبب ذلك الخزلجي الصوفي الملقب بالمذكور اظهر العزم على الغزو واستأذن السلطان فكتب له منشور من دار الخلافة واعطى منحوقا واجتمع اليه لفيف كثير وقصد في هذا اليوم جامع المدينة للصلاة فيه وقرءة المنشور فاجتاز بباب الشعير وخرج منه الى طاق الحراني وعلى رأسه المنحوق وبين يديه الرجال بالسلاح فصاح من بين يديه العوام بذكر ابي بكر وعمر وقالوا هذا يوم مغازى فنافرهم اهل الكرخ ورموهم وثارت الفتنة ومنعت الصلاة ونقبت دار المرتضىفخرج منها مرتاعا منزعجا فجاءه جيرانه من الاتراك فدافعوا عنه وعن حرمه واحرقت احدى سميريتيه ونهبت دور اليهود وطلبوا وخانساراتهم لانه قيل عنهم انهم اعانوا اهل الكرخ فلما كان من الغد اجتمع عامة اهل السنة من الجانبين وانضاف اليهم كثير من الاتراك وقصدوا الكرخ فأحرقوا وهدموا الاسواق واشرف اهل الكرخ على خطة عظيمة وكتب الخليفة الى الملك والاصفهلارية ينكر ذلك عليهم انكارا شديدا وينسب اليهم تخريق علامته التي كانت مع الغزاة وامر باقامة الحد في الجناة فركب وزير الملك فوقعت في صدره آجرة وسقطت عمامته وقتل من اهل الكرخ جماعة وانتهب الغلمان ما قدروا عليه ثم رتب الوزير قوما منعوا القتال واحترق وخرب من هذه الفتنة سوق العروس وسوق الانماط وسوق الصفارين وسوق الدقاقين ومواضع اخرى .



وفي ليلة الاحد لثمان بقين من ربيع الآخر كبس قوم من الدعار المسجد الجامع ببراثا واخذوا ما فيه من حصر وسجادات وقلعوا شباكه الحديد وزاد الاختلاط في هذه الايام وعاد القتال بين العوام وكثرت العملات واجتاز سكران بالكرخ فضرب بالسيف رأس صبي فقتله ولم يجر في هذه الاشياء انكار من السلطان لسقوط هيبته .[13]



سنة 481 :



في عشية الجمعة تاسع عشر صفر كبس اهل باب البصرة الكرخيين فقتلوا رجلا وجرحوا آخر فاغلقت اسواق الكرخ ورفعت المصاحف علي القصب وما زالت الفتن تزيد وتنقص الي جمادي الاولي فقويت نارها وقتل خلق كثير واستولي أهل المحال علي قطعة كبيره من الكرخ فنهبوها فنزل خمارتاش نائب الشحنة على دجلة ليكف الفتنة فلم يقدر وكان اهل الكرخ يخرجون اليه والي اصحابه الاقامة وكان اهل باب البصرة يأتون ومعهم سبع أحمريقاتلون تحته وعزموا على قصد باب التبن فمنعهم اهل الحربية والهاشميون من ذلك وركب حاجب الخليفة وخدمه والقضاة ابو الفرج بن السيبي ويعقوب البرزبيني وابو منصور ابن الصباغ والشيوخ ابو الوفاء بن عقيل وابو الخطاب وابو جعفر ابن الخرقي المحتسب وعبروا الي الشحنة وقرؤا منشورا بالكرخ من الديوان وفيه قد حكي عنكم امور فيجب ان نأخذ علماءكم على ايدي سفهائكم وان يدينوا بمذهب اهل السنة فاذعنوا بالطاعة فبين هم علي ذلك جاء الصارخ من نحو الدجاج الحقونا ونصب هل الكرخ رأيتين على باب السماكين وكتبوا على مساجدهم خير الناس بعد رسول الله ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي .[14]



سنة 569 :



وفي يوم الجمعة جلست في جامع المنصور فحزر الجمع بمائة الف وتكلم يومئذ محمد الطوسي في التاجية وكان فيما قال ان ابن الملجم لم يكفر بقتل علي عليه السلام فهاج الناس عليه ورموه بالآجر وخرج من المجلس والاتراك يحفظونه فلما كان في يوم مجلسه بالتاجية فرش له فاجتمع الناس في الصحراء متاهبين لرجمه وجاؤا بقوارير النفط فلم يحضر ومزق فرشه قطعا وتقدم اليه ان لا يجلس ولا يخرج من رباطه وما زال اهل البلد على حنق عليه ثم منع الوعاظ كلهم من الوعظ في يوم الاثنين حادي عشرين المحرم .[15]



سنة 573 :



في عاشر ذي الحجة جاء قوم من اهل المدائن بعد العيد فشكوا من يهود بالمدائن وانه كان لهم مسجد يصلى فيه الجماعة ويكثر فيه التأذين وهو الى جانب كنيسة اليهود فقال بعض اليهود قد آذيتمونا بكثرة الآذان فقال المؤذن ما نبالي تأذيتم ام لا فتنا وشوا وجرت بينهم خصومة استظهر فيها اليهود فجاء المسلمون يستنفرون ويستغيثون مما جرى عليهم من اليهود الى صاحب المخزن فأمر بحبس بعضهم ثم اطلقهم فخرجوا يوم الجمعة الى جامع الخليفة فاستغاثوا قبل الصلاة فخفف الخطيب الخطبة والصلاة فلما فرغ قاموا يستغيثون فخرج جماعة من الجند فضربوهم ومنعوهم من الاستغاثة فانهزموا فلما رأى العوام ما فعل بهم غضبوا نصرة للاسلام واستغاثوا وتكلموا بالكلام السيء وقلعوا طوابيق الجامع وضربوا بها الجند فوقع الآجر على المنبر والشباك ثم خرجوا فنهبوا دكاكين المخلطيين لأن أكثرهم يهود ووقف حاجب الباب بيده سيف مجذوب ليرد العوام وحمل عليهم نائبه فرجموه وانقلب البلد من ذلك وجاء قوم الى الكنيسة التي بدار البساسيري فنهبوها ونقضوا شبابيكها وقطعوا التوراة واخرجوها مقطعة الاوراق وما تجاسر يهودي يظهر وتقدم امير المؤمنين بنقض الكنيسة التي بالمدائن وأمر أن تجعل مسجدا ونصب بالرحبة اخشاب ليصلب عليها اقوام من العيارين فظنها العوام لتفزيعهم والتهويل عليهم لأجل ما فعلوا فعلقوا على الاخشاب في الليل جرذانا ميتة .



واخرج يوم الاثنين سادس عشر ذي الحجة جماعة كانت لهم مدة في الحبس ذكر أنهم كانوا لصوصا بواسط وانهم قتلوا قوما هناك فصلبوا بالرحبة وكان فيهم شاب هاشمي وفي الجمعة المقبلة اقيم الجند بالسلاح يحفظون الجامع والرحبة خوفا مما جرى من العامة في الجمعة المقبلة الماضية فلم يتكلم احد وصار الجند في كل جمعة يراعون الجامع حذرا من مثل ذلك .[16]



سنة 574 :



وفي ليلة الجمعة رابع عشرين رمضان كبس بالكرخ على رجل يقال له ابو السعادات ابن قرايا كان ينشد على الدكاكين ويقال انه كان يذكر على العوني وغيره من الرفض فوجدوا عنده كتبا كثيرة فيها سب الصحابة وتلقيفهم فأخذ فقطع لسانه بكرة الجمعة وقطعت يده ثم حط الى الشط ليحمل الى المارستان فضربه العوام بالآجر في الطريق فهرب الى الشط فجعل يسبح وهو يضربونه حتى مات ثم أخرجوه وأحرقوه ثم رمي باقيه الى الماء فطفا بعد ايام فقالت العامة ما رضيته السمك !



ثم ريع جماعة من الروافض فجعلوا يحرقوا كتبا عندهم من غير أن يطلع عليها مخافة ان ينم عليهم وخمدت جمرتهم بمرة وصاروا أذل من اليهود .[17]















المذهبية :



سنة 545 :



وفيها سأل ابن العبادي ان يجلس في جامع المنصور فقيل له لا تفعل فان اهل الجانب الغربي لا يمكنون الا الحنابلة فلم يقبل فضمن له نقيب النقباء الحماية فجلس يوم الجمعة خامس ذي الحجة في الرواق وحضر النقيبان واستاذ الدار وخلق كثير فلما شرع في الكلام أخذته الصيحات من الجوانب ونفر الناس وضربوا بالآجر فتفرق الناس منهزمين كل قوم يطلبون جهة وأخذت عمائم الناس وفوطهم وجذبت السيوف حوله وتجلد وثبت وسكن الناس وتكلم ساعة ونزل وارباب الدولة يحفظونه حتى انحدر وقد طار لبه .[18]



سنة 456 :



في يوم الجمعة الثاني عشر من شعبان هجم قوم من اصحاب عبد الصمد علي ابي على بن الوليد المدرس لمذهب المعتزلة فسبوه وشتموه لامتناعه من الصلاة في الجامع وتدريسه لهذا المذهب فقال لهم لعن الله من لا يوثر الصلاة ولعن الله من يمنعني منها ويخيفني فيها ايماء اليهم والى امثالهم من العوام لما يعتقدونه في اهل هذا المذهب من استحلال الدم ونسبتهم الى الكفر وأوقعوا به وجرحوه وصاح صياحا خافوا اجتماع اهل الموضع معه عليهم فتركوه ثم اغلق بابه واتصل اللعن للمعتزلة في جامع المنصور وجلس ابو سعد بن ابي عمامة فلعن المعتزلة .[19]



المناطقية :



سنة 422 :



وفي جمادي الآخرة قتل العامة الكلالكى وكان ينظر قديما في المعونة واحرقوه ثم زاد الاختلاط ببسط العوام كثيرا وأثاروا الفتنة ووقع القتال في اصقاع البلد من جانبيه واقتتل اهل نهر طابق واهل القلائين واهل الكرخ واهل باب البصرة وفي الجابن الشرقي اهل سوق السلاح وأهل سوق الثلاثاء واهل باب الطلق والاساكفة واهل سوق يحى والرهادرة واهل الفرضة واهل درب سليمان حتى قطع الجسر ليفرق بين الفريقين ودخل العيارون البلد وكبسوا ابا محمد النسوى قي داره بدرب الزبرج وكثر الاستقفاء نهارا والكبس ليلا .[20]



كراهية السلطان :



سنة 422 :



وفي هذه الايام لحقت القادر بالله شكاة ارجفت به فوقع الانزعاج وانتقل من كان ملتجأ الى داره ومقيما بها ونقل ما كان فيها من الاموال وتكلم الغلمان في مطالبة الامير ولي العهد بمال البيعة ثم استقل الخليفة مما وجده ثم وجد الغلمان واظهروا كراهية الملك جلال وشكوا اطراحه تدبيرهم واشاعوا بأنهم يقطعون خطبته في الجمعة المقبلة الى ان يستقر رأيهم على من يختارونه فعرف الملك ذلك فأقلقه وفرق مالا في بعضهم ووعدهم وبذل أن يخلف لهم فخلف ثم عادوا الاجتماع والخوض في قطع خطبته وقالوا قد وقفت امورنا وانقطعت موادنا ويأسنا من ان يجري لنا على يد هذا الملك خير وهوان ارضى بعضنا فماذا يصنع الباقون وانفذوا الى دار الخلافة جماعة من طوائفهم يقولون قد عرف امير المؤمنين صورتنا مع هذا الملك وما هو عليه من اطراحنا ونريد ان تأمر بقطع خطبته فخرج الجواب بأننا على ما تعرفون من المراعاة لكم وهذا الرجل مولاكم وشيخ بني بويه اليوم وله في عنقنا واذا انكرتم منه أمرا رددناه عنه وتوسطنا الامر غير هذا فلا يجوز الاذن فيه فان قبلتم هذا والا فما ندخل فيها ولا نأمركم بها فانصرفوا غير راضين وصليت الجمعة من غد ووقعت الخطبة على رسمها الا في جامع الرصافة فان قوما من الاتراك حضروا عند المنبر ومنعوا ابا بكر بن تمام الخطيب من ذكر الملك وضرب احدهم يد الخطيب وخاف الناس الفتنة فتفرقوا من غير صلاة ثم عاودوا الشكوى حتى شارفت الحال المكاشفة ثم توطنوا فسكتوا .



وكان المهرجان في رمضان فلم يجلس السلطان فيه ولا ضرب له دبدية على ما جرى به الرسم وقد كان الطبالون انصرفوا قبل ذلك بأيام وقطعوا ضرب الطبل في اوقات الصلوات وذلك لانقطاع الاقامة عنهم وعن الحواشى ثم وقع عيد الفطر فجرت الحال على مثل هذه السبيل ولم يركب الى الجامع والمصليان صاحب المعونة ولا ضرب بوق ولا نشر علم ولا اظهرت زينة وزاد الاختلاط ووقعت الفتنة بين العوام واحرقت سوق الخراطين ومدبغة الجلود وقبلها سوق القلائين وكثر الاستقفاء والكبسات ثم حدث في شوال فتنة بين اصحاب الأكسية واصحاب الخلقان اشفى منها اهل الكرخ على خطر عظيم والفريقان متفقان على مذهب التشيع .



وثارت في هذا الوقت بين الغلمان فمالت العوام الى بعضهم فاوقعوا بهم وأخذوا سلاحهم ثم نودى في الكرخ باخافة العيارين وباحلالهم يومين فلما كان اليوم اجتمعوا وكانوا نحوا من خمسين ووقفوا على دجلة بازاء دار المملكة وعليهم السلاح وبين ايديهم المشاعل وصاحوا بعد الدعاء للملك بانا يا مولانا عبيدك العيارون وما نريد ابن النسوى واليا فإن عدل عنه والا احرقنا وافسدنا وانصرفوا فخرج قوم منهم الى السواد ثم طلبوا فهربوا ثم عادوا الي الكبسات والعملات وفي اول ذي الحجة جرت فتنة وقتال شديد على القنطرتين العتيقة والجديدة واعترض اهل باب البصرة قوما من القميين لزيارة المشهدين بالكوفة والحائر وقتلوا منهم ثلاثة نفر وجرحوا آخرين وامتنعت زيارة المشهد بمقابر قريش يومئذ وفي ذي الحجة توفي القادر بالله وولي القائم .[21]



سنة 424 :



فلما كان يوم الجمعة 23 شوال ثار العوام في جامع الرصافة ومنعوا من الخطبة ورجموا القاضي ابا الحسين بن العريف الخطيب وقالوا إن خطبت للبرجمي والا فلا تخطب لخليفة ولا لملك ثم اقيم علي المعونة ابو الغنائم بن علي فركب وطاف وقتل فوقعت الرهبة ثم عادوا واتفق ان بعض القواد اخذ اربعة من اصحاب البرجمى فاعتقلهم فأخذ البرجمي اربعة من اصحاب ذلك القاذد وجاء بهم الى دار القائد فطرق عليه الباب فخرج فوقف خلف الباب فقال له قد اخذت اربعة من اصحابك عوضا عمن اخذته من اصحابي فاما ان تطلق من عندك لا طلق من عندي واما ان أضرب رقابهم واحرق دارك وأنصرف وشأنك ومن عندك فسلم القوم اليه .[22]



ارحل !



سنة 423 :



وفي يوم الجمعة لخمس خلون من صفر ثار أهل الكرخ بالعيارين وطلبوهم فهربوا فكبسوا دورهم ونهبوا سلاحهم وراسلوا السلطان ليعاونهم وكان سبب هذا الفعل ان العيارين دخلوا ليلا على احد البزازين فأخذوا ماله فتعصب له اهل سوقه فرد العيارون بعض ما اخذوا ثم كبسوا في ليلة الاحد دار ابن الفلو الواعظ بدار القطن من نهر طابق فأخذوا ماله وما كان للناس عنده ومروا على عادتهم في الكبسات واختلط بهم في العملات مولد والاتراك وحواشيهم ثم أن الغلمان صمموا على عزل جلال الدولة ابي طاهر واظهار ابي كاليجار وقال بعضهم لبعض هذا الملك مشغول عنا وقد طمع فينا حتى العوام وبلغ منا الفقر فحالفوا على خلعه واجتهدوا في اصلاحهم فلم ينفع وقالوا له لا بد أن تخرج عنا وتنحدر الى واسط .[23]



لماذا الجمعة ؟



وفي صحيح مسلم من حديث الزهري عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها وفي الصحيح من وجه آخر وفيه تقوم الساعة وقال أحمد حدثنا محمد بن مصعب حدثنا الأوزاعي عن أبي عمار عن عبدالله بن فروخ عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها وفيه تقوم الساعة على شرط مسلم .[24]



ولما توفي آدم عليه السلام وكان ذلك يوم الجمعة جاءته الملائكة بحنوط وكفن من عند الله عز و جل من الجنة وعزوا فيه ابنه ووصيه شيثا عليه السلام . [25]



(ريح عاد) قال ابن مسعود وابن عباس وغير واحد من أئمة التابعين هي الباردة والعاتية الشديدة الهبوب سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما أي كوامل متتابعات قيل كان أولها الجمعة وقيل الأربعاء فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية شبههم بأعجاز النخل التي لا رؤوس لها وذلك لأن الريح كانت تجىء إلى أحدهم فتحمله فترفعه في الهواء ثم تنكسه على أم رأسه فتشدخه . [26]











--------------------------------------------------------------------------------



[1] [إنباء الغمر بأبناء العمر في التاريخ 4/ 132]



[2] [المنتظم 8/ 193]



[3] [إنباء الغمر بأبناء العمر في التاريخ 8/ 170 - 171]







[4] [المنتظم 6/ 156]



[5] [المنتظم 7/ 127]



[6] [المنتظم 7/ 172]







[7] [المنتظم 6/ 195]



[8] [المنتظم 6/ 326]



[9] [المنتظم 6/394 - 395]



[10] [المنتظم 7/ 262]



[11] [المنتظم 8/ 41 - 43]



[12] [المنتظم 8/44 - 45]







[13] [المنتظم 8/ 55]



[14] [المنتظم 9/ 47]



[15] [المنتظم 10/ 242]







[16] [المنتظم 10/ 276]



[17] [المنتظم 10/ 286]



[18] [المنتظم 10/ 145]



[19] [المنتظم 8/ 236]



[20] [المنتظم 8/ 56]



[21] [المنتظم 8/ 57]



[22] [المنتظم 8/ 76]



[23] [المنتظم 8/ 63]



[24] [البداية والنهاية 1/ 80]



[25] [البداية والنهاية 1/ 98]



[26] [البداية والنهاية 1/ 128]


إقرأ المزيد... Résuméabuiyad

الاثنين، 9 مايو 2011

سنن المظاهرات في التأريخ العربي القديم !

أولا // النظرة إلى العوام في السياسة العربية :
قال ابن العربي: كان الأمراء قبل هذا اليوم في صدر الإسلام هم العلماء، والرعية هم الجند، فاطرد النظام، وكان العوام القواد فريقاً والأمراء آخر ثم فصل الله الأمر بحكمته البالغة وقضائه السابق، فصار العلماء فريقاً، والأمراء آخر، وصارت الرعية صنفاً، وصار الجند آخر، فتعارضت الأمور، ولم ينتظم حال الجمهور، وطرح الناس على الطريق. ثم أرادوا الاستقامة بزعمهم، فلم يجدوها، ولن يجدوا أبداً فإنه من المحال أن يبلغ القصد من حاد عنه.[1]
وترك الاعتداد بالعوام وقلة الاكتراث بهم مطلوب من وجهين : احدهما: أن رضاهم، كما قيل، غاية لا تدرك. روى اكثم بن صيفي قائلا بعده، ولا يكره سخط من رضاه الجور. وعن يونس بن عبد الاعلى قال لي الشافعي: يا ابا موسى، رضا الناس غاية لا تدرك، ليس الى السلامة من الناس سبيل. فانظر ما فيه اصلاح نفسك ، فالزمه ودع الناس وما هم فيه. انتهى. وفي معناه انشد ابو العباس ثعلب :
دع الناس ما شاءوا يقولوا فانني ... لا كثر ما يحكي علي حمول
فما كل من أغضبته انا معتب ... وما كل ما يروى علي اقول
الثاني: ان الاغترار ربما يصدر منهم فما الشأن ان يعتبر ممن سواهم مناف لكمال البصيرة بهم. قال الخطابي: الواجب على العاقل ان لايغتر بكلام العوام وثنائهم، وان لايثق بعهودهم واخائهم، فانهم يقبلون مع الطمع، ويدبرون مع الغنى، ويطيرون مع كل ناعق. كان الحسن يقول: اذا رآهم: هؤلاء قتلة الانبياء .
وكان بعضهم يقول اذا رآهم: قاتل الله هذه الوجوه التي لا ترى الا عند البشر .
وقال آخر: اذا اجتمعوا غلبوا، واذا تفرقوا، لم يعرفوا. وقيل: اذا اجتمعوا ضروا، واذا تفرقوا نفعوا. قال: يريد انهم اذا تفرقوا، رجع كل واحد منهم الى صناعته، فيخرز الاسكاف، ويخصف الحذاء وينسج الحائك ويخيط الخائط، فينتفع الناس بهم. انتهى .
ثم انشد لابن عائشة .
جربت الناس واخلاقهم ... فصرت استأنس بالوحدة
ما اكثر الناس لعمري وما ... اقلهم في ملتقى العدة
فائدة : يطلق الغوغاء على هؤلاء الذين لا عبرة بهم. قال الأصمعي: والغوغاء الجراد اذا ماج بعضه في بعض قال: وبه سمي الغوغاء من الناس .
قلت: ومن علاماتهم ما تضمنته حكاية الخطابي عن أبي عاصم النبيل: وذلك أن رجلا أتاه فقال، ان امرأتي قالت لي يا غوغاء فقلت لها: ان كنت غوغاء، فانت طالق ثلاثا. فقال له أبو عاصم: هل أنت ممن يحضر المناطحة بالكباش والمناقرة بالديوك فقال لا: فقال له فهل انت ممن يحضر يوم يعرض السلطان اهل السجون، يقول فلان أجلد من فلان. فقال: لا. فقال: هل انت الرجل الذي اذا خرج الامير يوم الجمعة جلست على ظهر الطريق حتى يمر، ثم تقيم بمكانك حتى يصلي وينصرف. فقال: لا. قال أبو عاصم: لست بغوغاء، انما الغوغاء من يفعل هذا .[2]
وقال أردشير : أسعد الملوك من سعدت رعيته بعدله ونالها الرفاهية في أيامه وجرت له صوالح السنين في دهره وأشقاهم من كان بخلاف ذلك وقال الناس ثلاث طبقات تجب سياستهم في ثلاث سياسات منهم طبقة من الخواص والأعيان تسوسهم بمحض اللطف والإحسان وطبقة من العوام الأوساط تسوسهم من العنف واللطف ما بين الاقتصاد والإفراط وطبقة من العوام والأطراف تسوسهم بمحض الغلظة والإعتساف .[3]
وَإِنْفَاقُ الْعَوَامّ بِاخْتِيَارِهِمْ عَلَى الْمَنَافِعِ وَالْمَصَالِحِ نَادِرٌ ، فَلِوَلِيِّ الْأَمْرِ النَّاظِرِ عَلَى مَنَافِعِ وَمَصَالِحِ الْعَامَّةِ أَنْ يُجْبِرَهُمْ عَلَى ذَلِكَ ، وَقَدْ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي نَظِيرِ ذَلِكَ ( لَوْ تُرِكْتُمْ لَبِعْتُمْ أَوْلَادَكُمْ ) فَإِذَا أُجْبِرَ النَّاسُ عَلَى التَّطْهِيرِ عَلَى هَذَا الْوَجْهِ فَيُجْبَرُ مَنْ كَانَ قَادِرًا عَلَى الْعَمَلِ بِالِاشْتِغَالِ بِنَفْسِهِ وَيُجْبَرُ الْأَغْنِيَاءُ غَيْرُ الْقَادِرِينَ عَلَى الْعَمَلِ عَلَى دَفْعِ نَفَقَةِ الْعَامِلِينَ .[4]
ولا يناط الملك بالعبيد وإن حازوا قصب السبق في العلوم ولا تعلق له بالعوام الذين لا يعدون من العلماء وذوي الأحلام ولا مدخل لأهل الذمة في نصب الأئمة فخروج هؤلاء عن منصب الحل والعقد ليس به خفاء فهذا مبلغ العلم في هذا الفصل .[5]
ودخل على أمير المؤمنين المهدي رجل يوما ومعه نعل فقال: هذه نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أهديتها لك.
فقال: هاتها، فناوله إياها، فقبلها ووضعها على عينيه وأمر له بعشرة آلاف درهم.
فلما انصرف الرجل قال المهدي: والله إني لاعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ير هذه النعل، فضلا عن أن يلبسها، ولكن لو رددته لذهب يقول للناس: أهديت إليه نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فردها علي، فتصدقه الناس، لان العامة تميل إلى أمثالها، ومن شأنهم نصر الضعيف على القوي وإن كان ظالما، فاشترينا لسانه بعشرة آلاف درهم، ورأينا هذا أرجح وأصلح.[6]
ثانيا // أبرز مظاهر التظاهرات في التراث العربي :
سياسة تحريض الرأي العام
سنة 584 :
فيها خرجت طائفة بمصر من الرافضة ليعيدوا دولة الفاطميين، واغتنموا غيبة العادل عن مصر، واستخفوا أمر العزيز عثمان بن صلاح الدين، فبعثوا اثني عشر رجلا ينادون في الليل يا آل علي، يا آل علي، بنياتهم على أن العامة تجيبهم فلم يجبهم أحد، ولا التفت إليهم، فلما رأوا ذلك انهزموا فأدركوا وأخذوا وقيدوا وحبسوا، ولما بلغ أمرهم السلطان صلاح الدين ساءه ذلك واهتم له، وكان القاضي الفاضل عنده بعد لم يفارقه، فقال له: أيها الملك ينبغي أن تفرح ولا تحزن، حيث لم يصغ إلى هؤلاء الجهلة أحد من رعيتك، ولو أنك بعثت جواسيس من قبلك يختبرون الناس لسرك ما بلغك عنهم، فسرى عنه ما كان يجد، ورجع إلى قوله وأرسله إلى مصر ليكون له عينا وعونا.[7]
استثمار العوام في الفتنة :
الحسن بن منصور بن محمد بن المبارك ت (706هـ) كان جواداً كريما، عاقلاً حليما، فاضلاً أديبا، كاملاً لبيبا، نبيه القدر، واسع الصدر، يشعر فيأتي بالرياض اليانعه، ويهز بالطرب سامعه، أبي النفس لا يرى الضيم، ولا تدخل غادة شمسه تحت ستر غيم.
لم يزل في نفاسته ومعارج رياسته إلى أن هبط من أوج قدره إلى حضيض قبره.
كان بنو السديد بإسنا يحسدونه ويعملون عليه، فعلموا عليه بعض العوام، فرماه بالتشيع. ولما حضر بعض الكاشفين إلى إسنا حضر إليه شخص يسمى عيسى بن إسحاق وأظهر التوبة من الرفض، وأتى بالشهادتين، وقال: إن شيخنا ومدرسنا حضر إليه في هذا جلال الدين بن شواق، فصادره الكاشف؛ أخذ ماله، فجاء إلى القاهرة، وعرض عليه أن يكون في ديوان الإنشاء فلم يفعل، وقال: لا، تركت أولادي يقال لهم من بعدي: أبوكم خدم وعرض عليه أن يكون شاهد ديوان حسام الدين لاجين قبل السلطنة فلم يفعل.[8]
سنة 842 :
وفيهh عصى تغري برمش التركماني - نائب حلب وأراد القبض على الأمراء بحلب وأن يملك القلعة ، ففطنوا له فحاربوه ، وأغلقوا القلعة ، فحاصرهم فيها ، وجاء الخبر بذلك إلى السلطان في الحادي عشر من رمضان ، فأمر بتقليد نائب طرابلس النيابة بحلب ، وأرسل إليه تقليده وخلعته مع هجان ، وأمره بالمسير بالعسكر إلى حلب والقبض على تغري برمش ، وكتب إلى الحاجب بحلب وكان قد فر من حلب إلى حماة بنيابة حماة ، وأمر نائب حماة أن يتحول إلى نيابة طرابلس ، واستشعر من نائب الشام اينال الجكمي العصيان - ، فوافى كتابه في آخر اليوم المذكور بما يدل على استمراره على الطاعة فاطمأن لذلك ، ثم أظهر العصيان وكاتب النواب فما أطاعه أحد وواطا بعض أهل القلعة ورشاهم بجملة من المال ، ففطن بهم نائب القلعة فقبض عليهم وقتلهم ، وهرب واحد منهم فأعلمه ، فاستغاث أهل القلعة بالعوام وسألوهم النصر ، فانتحوا واجتمعوا ورجموا من يحاصر القلعة بالحجارة ، وخربوا المكان الذي صعده رماته ليرموا على القلعة منه ، فهزموهم وهجموا على دار العدل ، ففر النائب لا يلوي على شيء ، ونهبوا ما وجدوا ولم يصل معه سوى مائة فارس ، فخرج من باب أنطاكية ليس معه إلا ما هو لابسه ، وأخذ له ولأتباعه من الأموال ما يفوق الوصف ، وظهرت له ودائع كثيرة فاستخرجت ، واستمر هو في ذهابه إلى أن وصل شيزر فنزل على علي بن صقل سر التركماني ، فآواه وجمع له جمعا وتوجهوا إلى طرابلس .[9]
سنة 856 :
في يوم الاثنين ثالث عشر جمادي الأولى وقع نصراني من طائفة الحبش في حق النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فرفع اليه أمره واعترف عنده بما صدر منه فخوفه بعض الناس وقال له ان هذه الطائفة للدولة بها اعتناء ونخشى عاقبة هذا من جهة السلطان فلم يلتفت لذلك وحكم بسفك دمه وضرب عنقه ثم اخذه العوام واحرقوه في صحن كنيسة قمامة . [10]

شائعات العوام

أحمد بن بيلبك شهابُ الدين ابن الأمير بدر الدين المحسني.
كان والده نائباً بثغر الإسكندرية، كتب طبقةً عليا، ونسخ بخطه أشياء، وعانى النظم والنثر، وأتى منها بحدائق الزهر، وجمع وصنف، وأطرب الأسماع بكلامه وشنف وراح عند الأمير سيف الدين تنكز - رحمه الله تعالى - في آخر أمره، وكان يسمر عنده في الليل لتفريج هم صدره، ويقرأ بين يديه في مجلدات كان يحضرها، ويريه أوائلها فينظرها، ونظم بعض مسائل التنبيه أتى بذلك على غالبها، وبرز في نظمها ولطف ما قال به في قالبها، وكان يعرضها أولاً فأولاً على العلامة شيخ الإسلام قاضي القضاة تقي الدين السبكي إلى أن كملها، وختم عليه مُفصلها ومُجملها، وتوجه بعد تنكز رحمه الله تعالى - مرات إلى مصر وعاد، وألفت دمشقُ منه التداني والبعاد، وآخر ما فارقها، ونبذ عهدها وسارقها، وأنه توجه إلى مصر، وسعى في نيابة دمياط، وعمر هناك عمارة وقع منها في ألسنة العوام بين هياط ومياط.[11]

سنة 779 :
فيها أسكن أينبك مماليكه مدرستي حسن والأشرف ، وأعطى كلا من ولديه أحمد وأبي بكر تقدمه ألف . وكان استقرارا أينبك في ثاني عشرين صفر ، وأشاع العوام أن بعض الأمراء ركب على أينبك ولم يكن لذلك حقيقة ، فأمر ابن الكوراني الوالي أن يسمر طائفة منهم ، فيقال إنه أخرج من الحبس جماعة ممن وجب عليهم القتل فسمرهم ووسطهم بعد أن نادى عليهم : هذا جزاء من يكثر الفضول .[12]
سنة 823 :
ونزل كاتب السر ابن البارزي فوجد القناديل في الشارع قد صففها الباعة فأنكر عليهم ومال أتباعه عليها بالطفئ والتكسير ، فما وصل إلى بيته إلا وابن العجمي خصمه عند السلطان قد شق القاهرة بخلعة الحسبة ، فجهر العامة بسب ابن البارزي وأسمعوه المكروه جهارا كلما مر بهم ، وكثر ذلك حتى هم بالإيقاع ببعضهم ثم سكت وسكتوا .[13]

الشعارات
وقال البيهقي: أخبرنا الحاكم أخبرنا الاصم حدثنا أحمد بن عبد الجبار عن يونس بن بكير عن ابن (3) إسحاق حدثني عبد الله بن الزبير ، قال: جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شعار المهاجرين يوم بدر يا بني عبد الرحمن، وشعار الخزرج يا بني عبد الله وشعار الاوس يا بني عبيدالله، وسمى خيله خيل الله.
قال ابن هشام: كان شعار الصحابة يوم بدر أحد أحد.[14]
قال عبد الرزاق: أخبرنا الثوري، عن ابن أبي لبيد، عن المطلب بن حنطب، عن خلاد، عن السائب، عن زيد بن خالد قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: مر أصحابك أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية فإنها شعار الحج.[15]
سنة 775 :
فيها لازم شخص من العوام الصياح تحت القلعة : اقتلوا سلطانكم ترخص أسعاركم ، فأخذ وضرب بالمقارع وشهر .[16]
سنة 776 :
فيها طلع النيل على عادته وأوفى في ربيع الأول رابع عشرى مسرى ، واستهلت والغلاء قد تزايد جدا إلى أن بلغ الأردب بمائة وعشرة ثم بلغ في شعبان مائة وخمسة وعشرين ، وقيمتها بالذهب إذ ذاك خمسة مثاقيل وربع ، وبيع إذ ذاك دجاجة واحدة بأربعة دراهم ، وصار أكثر الناس لا يقدر إلا رص أسود بنصف درهم ، وأكل الفقراء السلق والطين ، وكادت الدواب أن تعدم لكثرة الموت بها ، وأكلوا الميتات ، وأمر السلطان بتفرقة الفقراء على الأغنياء ، فكان على الأمير المقدم على الألف مائة فقير ، وعلى كل أمير بعدد ممالكيه ونحو ذلك ، وعلى الدواوين كل واحد بحسبه ، وعلى التجار كذلك ، ونودي في البلد بأن من سأل في الأسواق صلب ، ومن تصدق عليه ضرب .[17]
سنة 793 : 
شهاب الدين أحمد بن عمر القرشي قاضي دمشق ، وفتح الدين ابن الشهيد كاتب السر بها ، وتاج الدين مشكور ناظر الجيش بها ، عاقب برقوق الثلاثة ، فصودر ناظر الجيش على مال وأطلق وسجن القاضي وكاتب السر ، وكان ابن القرشي أفحش في أمر الظاهر جدا حتى كان يقف على الأسوار ويصيح : إن قتال برقوق والي دمشق أوجب من صلاة الجمعة .[18]
سنة 840 :
وفيها طلب شرف الدين أبو بكر بن إسحاق الملطي شيخ الشيخونية علاء الدين علي بن موسى الرومي لمجلس الحكم وادعى عليه أنه كفره بمجلس الحديث بحضرة السلطان والعلماء في يوم الاثنين ثامن عشرة ونسب أنه قال : الوجوب والإيجاب متحدان بالذات مختلفان بالاعتبار ، فأنكر الرومي ذلك فخرج الملطي على البيان ، ثم عقد مجلس بحضرة السلطان في القصر يوم الاثنين خامس عشريه ، فتنازعا قليلا فقام الحنفي فأصلح بينهما ، وذكر أن ذلك بإشارة السلطان ، وانفصل الأمر على ذلك ، فرفع الرومي إلى السلطان أن الرسل الذي طلبوه إلى اشرع أنزلوه عن فرسه وجروه على الأرض وقطعوا فرجيته وأحضروه وحوله نحو من مائتي نفر من العامة يصيحون عليه يا رافضي كفرت ، فأمر بإحضارهم ، فأحضر منهم اثنان فضربا بحضرته ثم أطلقا ، وانفصل الأمر على ذلك ، وذلك يوم الأربعاء سابع عشرية .[19]
سنة 877 :
دخل جقمق القدس في اوائل شهر رمضان وكان يوم دخوله المطر ولما ورد الخبر بتوليته وأنه من جملة من ترك الديار المصرية ظن الناس وشهامة فشرع العوام يقولون تولى جقمق من خالفه يشنق فلما دخل في ذلك اليوم الكثير الأمطار تفاءل الناس ان لحيته باردة فكان وشرع يكثر المزاح ويتكلم بالكلام المهمل الموجب لضحك الناس عليه صدر منه ترهات وكلمات فشرية في المجالس والمحافل منها انه كان في عقد مجلس بالمسجد الأقصى بحضور ناظر الحرمين والقضاة وارتفع فشرع يتقلق من الجلوس ويقول انا إلى الآن ما افطرت وقد دخت من ثم أمر باحضار بقسماطة فأحضر له فشرع يأكل منه فقدر أن القيسماط كان يابسا فعسر عليه أكله وشرع يعالجه والناس ينظرون اليه وهو يقول إذا طلعت الشمس على البرج حط يدك في الخرج والناس يضحكون الخاص والعوام ثم نهض وتوجه إلى حال سبيله وتبعه اعوانه فقيل له ان المجلس فتنة والاكابر جلوس فلو جلست معهم فقال ما يحتاج انا حضوري لا فرض ولا سنة وكان يصدر منه أشياء من هذا النسق فكانت سببا لتلاشي أحوال البلاد وفساد النظام وكثرة السراق وقطاع الطرق.[20]
التظاهر السلمي
وفي سنة (775) :
اجتمع العوام بالمصاحف وسألوا أن يعزلوا علاء الدين بن عرب عن الحسبة ، فعزل واستقر عوضه بهاء الدين بن المفسر وأضيفت إليه وكالة بيت المال ونظر الكسوة .
سنة (791هـ) :
في الحادي عشر من شوال اجتمع العوام فشكوا من المحتسب ، فأحضره منطاش وضربه مائتي عصا وعزله ، وقرر عوضه سراج الدين عمر القيصري .[21]
سنة 800 :
فيها في شعبان اجتمع جمع كثير من العوام فطلعوا بالختمات والصناجق وسالوا السلطان في إطلاق ابن الطبلاوي ، فأمر السلطان الوجاقية فضربوهم فتفرقوا وسلم ابن الطبلاوي ليلبغا المجنون فاستخلص منه أموالا جمة منها في يوم واحد مائة وخمسون ألف دينار وأخرجت ذخائره على النحو الذي كان هو يدبره في أمر محمود سواء وقرر على كل واحد من مال المصادرة ما يناسبه ، ثم لما كان سادس عشر شعبان سأل الحضور بين يدي السلطان فأحضر ، فسال ان يشافه السلطان بكلام سر فقربه منه ، فسأل ان يكون الكلام في أذنه فتخيل منه وأمر بإخراجه فلما خرج ضرب نفسه بسكين معه ضربتين ليقتل نفسه فكانتا سالمتين ، فأعلم السلطان بذلك فخشي أن يكون أراد أن يضربه بالسكين فغضب وأمر الأستادار أن يعاقبه ، فعاقبه بعد أن حلفه أنه لم يبق عنده شيء من المال ، فاعترف لما عصر بذخيرة عنده فأخذت ، وعزل أخوه من الولاية واستقر بهاء الدين رسلان وصودر أخوه .[22]
سنة 804 :
اجتمعت العامة ورفعوا المصاحف والأعلام واجتمعوا بالرميلة وسألوا إعادة ابن الطبلاوي استادار الأملاك والذخيرة ، فأجيبوا بالضرب والشتم فتفرقوا .[23]

الاعتصامات
سنة 255 :
ثم شاع بين العامة أن محمد بن عبد الله بن طاهر يريد أن يخلع المستعين ويبايع للمعتز، وذلك في أواخر السنة، فتنصل من ذلك واعتذر إلى الخليفة وإلى العامة وحلف بالايمان الغليظة فلم تبرأ ساحته من ذلك حق البراءة عند العامة، واجتمعت العامة والغوغاء إلى دار ابن طاهر والخليفة نازل بها، فسألوا أن يبرز لهم الخليفة ليروه ويسألوه عن ابن طاهر أهو راض عنه أم لا.
وما زالت الضجة والاصوات مرتفعة حتى برز لهم الخليفة من فوق المكان الذي هم فيه وعليه السواد ومن فوقه البردة النبوية وبيده القضيب وقال لهم فيما خاطبهم به: أقسمت عليكم بحق صاحب هذه البردة والقضيب لما رجعتم إلى منازلكم ورضيتم عن ابن طاهر فإنه غير متهم لدي.
فسكت الغوغاء ورجعوا إلى منازلهم، ثم انتقل الخليفة من دار ابن طاهر إلى دار رزق الخادم .[24]
ولما تفاقم الامر واشتد الحال وضاق المجال وجاع العيال وجهد الرجال في بغداد سنة 255 هـ ، جعل ابن طاهر يظهر ما كان كامنا في نفسه من خلق المستعين، فجعل يعرض له في ذلك ولا يصرح، ثم كاشفه به وأظهره له وناظره فيه وقال له: إن المصلحة تقتضي أن تصالح عن الخلافة على مال تأخذه سلفا وتعجيلا، وأن يكون لك من الخراج في كل عام ما تختاره وتحتاجه، ولم يزل يفتل في الذروة والغارب حتى أجاب إلى ذلك وأناب.
فكتب فيما اشترطه المستعين في خلعه نفسه من الخلافة كتابا، فلما كان يوم السبت لعشر بقين من ذي الحجة ركب محمد بن عبد الله بن طاهر إلى الرصافة وجمع القضاة والفقهاء وأدخلهم على المستعين فوجا فوجا يشهدون عليه أنه قد صير أمره إلى محمد بن عبد الله بن طاهر، وكذلك جماعة الحجاب والخدم، ثم تسلم منه جوهر الخلافة، وأقام عند المستعين إلى هوي من الليل.
وأصبح الناس يذكرون ويتنوعون فيما يقولون من الاراجيف.
وأما ابن طاهر فإنه أرسل بالكتاب مع جماعة من الامراء إلى المعتز بسامرا، فلما قدموا عليه بذلك أكرمهم وخلع عليهم وأجازهم فأسنى جوائزهم.[25]

التبرعات
سنة 255 :
ثم جمع أهل اليسار أموالا كثيرة من أهل بغداد لتصرف إلى من ينهض إلى ثغور المسلمين لقتال العدو عوضا عن من قتل من المسلمين هناك، فأقبل الناس من نواحي الجبال وأهواز وفارس وغيرها لغزو الروم، وذلك أن الخليفة والجيش لم ينهضوا إلى بلاد الروم وقتال أعداء الاسلام، وقد ضعف جانب الخلافة واشتغلوا بالقيان والملاهي، فعند ذلك غضبت العوام من ذلك وفعلوا ما ذكرنا.[26]

التعيين والعزل
سنة 200 :
لما وصل خبر قتل هرثمة أمير جند المأمون إلى بغداد عبثت العامة والحربية بالحسن بن سهل نائب العراق وقالوا: لا نرضى به ولا بعماله ببلادنا، وأقاموا إسحاق بن موسى المهدي نائبا، واجتمع أهل الجانبين على ذلك، والتفت على الحسن بن سهل جماعة من الامراء والاجناد، وأرسل من وافق العامة على ذلك من الامراء يحرضهم على القتال، وجرت الحروب بينهم ثلاثة أيام في شعبان من هذه السنة.
ثم اتفق الحال على أن يعطيهم شيئا من أرزاقهم ينفقونها في شهر رمضان، فما زال يمطلهم إلى ذي القعدة حتى يدرك الزرع ...[27]
الزحف والدعاء على الحاكم
سنة 549 :
فيها انتزع نور الدين محمود دمشق من يد ملكها نور الدين أرتق ، وذلك لسوء سيرته وضعف دولته، ومحاصرة العامة له في القلعة، مع وزيره مؤيد الدولة علي بن الصوفي، وتغلب الخادم عطاء على المملكة مع ظلمه وغشمه، وكان الناس يدعون ليلا ونهارا أن يبدلهم بالملك نور الدين .[28]
اللجان الشعبية
سنة 201 :
وفيها عم البلاء بالعيارين والشطار والفساق ببغداد وما حولها من القرى، كانوا يأتون الرجل يسألونه مالا يقرضهم فيمتنع عليهم فيأخذون جميع ما في منزله، وربما تعرضوا للغلمان والنسوان، ويأتون أهل القرية فيستاقون من الانعام والمواشي ويأخذون ما شاؤوا من الغلمان والنسوان، ونهبوا أهل قطر بل ولم يدعوا لهم شيئا أصلا، فانتدب لهم رجل يقال له خالد الدريوش، وآخر يقال له سهل بن سلامة أبو حاتم الانصاري من أهل خراسان.
والتف عليهم جماعة من العامة فكفوا شرهم وقاتلوهم ومنعوهم من الفساد في الارض، واستقرت الامور كما كانت، وذلك في شعبان ورمضان .[29]
الضرب والرجم
سنة 799 :
واستقر ابن البرجي في الحسبة فاتفق ان الأسعار غلت فتشاءم الناس به ولم يلبث إلا يسيرا حتى وقف العامة فيه للسلطان فعاندهم وخلع عليه فرجموه فعزله عنهم وأعاد البجاسي .[30]
سنة 809 :
فيها شاع عن زين الدين عبد المعطي الكوم الريشي انه رفع له شاب نحو العشرين سنة وأدعى عليه أنه أكره صغيرا مراهقا حتى فسق به فأمر في الحال من بحضرته من الفعلة الذين في العمارة أن يفسقوا به قصاصا بزعمه ، فعظمت الشناعة عليه بذلك ، فأرسل الأمير أحمد ابن أخت الأستادار وهو يومئذ ينوب عن خاله إليه فهرب واحتمى بأقباي ، فعلم أقباي بصورة الحال فأرسله إلى نائب الأستادار فضربه ، واجتمع عليه من تقدم له منه أذى من العوام فكادوا يقتلونه ، وبالغوا في إهانته وصفعه ثم خلص وعاد إلى ما كان عليه .[31]

النهب والسلب

سنة (782 هـ) :
فيها في ربيع الأول عمل برقوق عقيقة ولده محمد ، وطلع إليه جماعة من الأمراء فأمسكهم فلبس الباقون السلاح خوفا على أنفسهم ، وتغير خاطر بركة لأنه بلغه أن ايتمش قال : إنه اتفق مع اينال وجماعة من الأمراء على مسك بركة ، فالتمس من برقوق أن يمكنه من ايتمش فوعده وماطله ، فبلغ ذلك ايتمش فاستشفع إليه بالشيخ أكمل الدين وغيره فرضي عنه وخلع عليه ، ثم بلغ برقوق في تاسع عشر صفر أن بركة يريد الركوب عليه فأرسل برقوق القضاة والمشايخ إلى بركة ، فسعوا بينهما في الصلح مرات إلى أن أذعن بركة ونودي بالأمان وخلع على من سعى في الصلح من القضاة وغيرهم ، واجتمع الأمراء في الميدان ولعبوا بالأكرة ، واستقر الصلح ، ثم بلغ ايتمش عن بركة ما يسوؤه فركب في يوم الاثنين سابع ربيع الأول في طائفة من الأمراء على بركة ، ومان صراي أخو بركة قد اجتمع في ذلك اليوم ببرقوق وأعلمه أن بركة عزم على مسكه يوم الجمعة ، فأذن برقوق لأيتمش ومن معه بالركوب على بركة ونادى في العوام بنهب داره ، فتوجهوا إلى باب بيته فأحرقوه .[32]
سنة 800 :
فيها بادر يلبغا فلبس آلة الحرب وتوجه إلى القلعة ، فلما رأوه المماليك لكموه وأرادوا ذبحه ، فصاح وصرخ بأنه جاء نجدة للسلطان الظاهر وانه في الطاعة ، فصدهم السلطان عنه وأمرهم باعتقاله ، ثم قبضوا على المملوك الذي كان رأس الفتنة فأمرهم السلطان بقتله ، ولما هرب علي باي هدم العوام داره ونهبوا ما فيها حتى رخامها وأخشابها ، ثم سمعوا باعتقال يلبغا الأستادار فصنعوا بها مثل ذلك ، ثم أمر السلطان بالتفتيش على علي باي وهدد من وجده عنده ، فأحضروه من مستوقد الحمام ، فأحضره السلطان وسأله عمن كان معه على رأيه ، فلم يقر على أحد ، فسأله عن يلبغا الأستادار ، فبرأه وحلف على ذلك فأمر بإطلاقه ثم خلع عليه ، فاستمر في وظيفته ثم نزل إلى داره وهي عند جامع الإسماعيلي فوجدها خرابا ووجد فيها ناسا ، فقتلهم وانتقل فسكن داخل القاهرة بجنب الكافوري ، ثم قرر السلطان على علي باي بالضرب والتسعيط .[33]
وفي سادس ربيع الأول سنة 802 هـ ظهر الاختلاف بين الأمراء الخاصكية في مصر فركب يشبك فيمن أطاعه ودقت الكوسات تحت القلعة ووقف بيبرس قريب السلطان عند حدرة البقر وطلع إلى القلعة سودون طاز وسودون المارداني ويلبغا الناصري وإينال باي وابن قجماس وغيرهم من الأمراء الجدد وقد حصنوا القلعة ، ووقع القتال بين الطائفتين من ليلة عاشر ربيع الأول فلم يلبث أيتمش أن انهزم هو ومن كان معه وثبتت الهزيمة على الباقين ، فتوجهوا من يومهم وأخذوا خيولا خواص من سرياقوس للسلطان وتوجهوا إلى بلبيس فباتوا بها وأفسد المماليك السلطانية بعد هرب أيتمش ، وتبعهم الزعر والعوام فنهبوا مدرسة أيتمش ووكالته ورموا النار في الربع جانبا ، ونهبوا جامع آقسنقر المجاور لبيته ونهبوا تربة خوند زهرا بنت الناصر وسرى النهب في بيوت الأمراء الهاربين حتى كادوا أن ينهبوا الدهيشة التي عمرت في أيام أيتمش للمارستان وكسر الزعر حبسي القضاة وأخرجوا من كان فيهما واستمر مع أيتمش في الهزيمة تغري بردى وأرغون شاه وفارس ويعقوب شاه ودونهم من الطبلخانات شادي خجا وآقبغا المحمودي وغيرهما ودونهم من العشراوات ، وكثر النهب من الزعر وأوباش الترك في بيوت الناس بعلة الهاربين ونهبوا بعض زرائب الفلاحين بصنافير ونهبوا مال جماعة .[34]
سنة 819 :
استهلت والغلاء بالقاهرة مستمر ، ففي ثاني المحرم أرسل السلطان فارس الخازندار الطواشي بمبلغ كبير من الفضة المؤيدية ، ففرقها على الجوامع والمدارس والخوانق ، فكان لكل شيخ عشرة دنانير وإردب قمح ، ولكل طالب أو صوفي أربعة عشرة مؤيديا ، ومنهم من تكرر اسمه حتى أخذ بعضهم في خمس مواضع ، ثم فرق في السؤال مبلغا كثيرا لكل واحد خمسة مؤيدية ، فكان جملة ما فرق أربعة آلاف دينار ، ثم رسم بتفرقة الخبز على المحتاجين ، فانتهت تفرقته في كل يوم ستة آلاف رطل ، واستمر على ذلك قدر شهرين ، وتناهى سعر القمح في هذا الشهر إلى ثمانمائة درهم الإردب ، وقرر السلطان في الحسبة الشيخ بدر الدين العينتابي وأضاف إليه إينال الأزعوري وذلك في الخامس من المحرم ، وألزم الأمراء ببيع ما في حواصلهم فتتبعها إينال .
وفي سادس المحرم وردت عدة مراكب تحمل نحو ألفي إردب قمح فركب إينال ليفرقها مع المحتسب ، فاجتمع خلق كثير فطرد الناس عن القمح خشية النهب فتزاحموا عليه فحمل عليهم ، فمات رجل في الزحمة ، وغرقت امرأة ، وعمد إينال إلى أربعة رجال فصلبهم ، وضرب رجلين ضربا مبرحا ، ونهب الناس في هذا الحركة من العمائم والأردية شيء كثير ، وسألت أدمية جماعة من ضرب الدبابيس .[35]
سنة 875 :
فيها - في يوم السبت عاشر شهر رمضان - دخل إلى القدس الشريف القاضي شرف الدين موسى الانصاري وكيل المقام الشريف ونزل بالمدرسة الجوهرية بخط باب الحديد فحضر عنده القاضي غرس الدين خليل الكناني أخو الشيخ أبي العباس الواعظ وهو شيخ الصلاحية وقاضي القضاة الشافعية للسلام عليه فصادف حضوره عنده حضور الشيخ شهاب الدين العميري الواعظ فقصد الشيخ شهاب الدين العميري الجلوس فوق القاضي وكان غلطا منه لأن القاضي كان شيخ الصلاحية والشيخ شهاب الدين من المعيدين عنده ورتبته لا تقتضي الجلوس فوقه فحصل بينهما تشاجر وفحش القول فكان من جملة كلام الشيخ شهاب الدين للقاضي اخرق عمامتك في رقبتك فقال له القاضي والله ما تعرف معنى العمامة ما هو ؟ ثم خرجا من المجلس وقد انتشر الكلام بينهما فبلغ ذلك شيخ الاسلام الكمالي ابن أبي شريف فانتصر للشيخ شهاب الدين العميري وانتهى الحال إلى ان اجتمع بمحراب الصخرة الشريفة جماعة مع الشيخ كمال الدين منهم الشيخ أبو الوفا والشيخ شهاب الدين بن عتبة الذي ولي قضاء الشافعية فيما بعد وجماعة من العلماء والفقراء والفقهاء واقيمت الغوغا على القاضي وانتهى الحال إلى أن العوام توجوا إلى المدرسة الصلاحية وهجموا على منزل القاضي وحريمه ونهبوا له بعض أمتعة من منزله واشتد الأمر وتفاحش وارتفعت الأصوات وكان يوما مشهودا كثير المطر وبقي الناس أحزابا وكانت فتنة فاحشة .[36]

انتهاك الأعراض
سنة 455 :
فيها دخل السلطان طغرلبك بغداد، وعزم الخليفة على تلقيه، ثم ترك ذلك وأرسل وزيره أبا نصر عوضا عنه، وكان من الجيش أذية كثيرة للناس في الطريق، وتعرضوا للحريم حتى هجموا على النساء في الحمامات، فخلصهن منهم العامة بعد جهد.[37]

التحريق وتحرير السجناء

سنة 255 :

وقعت فتنة عظيمة ببغداد في أول يوم من صفر منها، وذلك أن العامة كرهوا جماعة من الامراء الذين قد تغلبوا على أمر الخلافة وقتلوا المتوكل واستضعفوا المنتصر والمستعين بعده فنهضوا إلى السجن فأخرجوا من كان فيه، وجاؤا إلى أحد الجسرين فقطعوه وضربوا الآخر بالنار، وأحرقوا ونادوا بالنفيرفاجتمع خلق كثير وجم غفير، ونهبوا أماكن متعددة، وذلك بالجانب الشرقي من بغداد.

سنة 255 أيضا :

ولتسع بقين من ربيع الاول نهض عامة أهل سامرا إلى السجن فأخرجوا من فيه أيضا كما فعل أهل بغداد وجاءهم قوم من الجيش يقال لهم الزرافة فهزمتهم العامة، فعند ذلك ركب وصيف وبغا الصغير وعامة الاتراك فقتلوا من العامة خلقا كثيرا، وجرت فتن طويلة ثم سكنت.[38]

سنة 305 :
وفيها كسرت العامة أبواب السجون فأخرجوا من كان بها وأدركت الشرطة من أخرجوا من السجن فلم يفتهم أحد منهم بل ردوا إلى السجون .[39]
توزيع السلاح

سنة 195 :
يوم الثلاثاء من شهر رجب من هذه السنة، نقل الامين من قصره إلى قصر أبي جعفر وسط بغداد، وضيق عليه وقيده واضطهده، وأمر العباس بن عيسى بن موسى أمه زبيدة أن تنتقل إلى هناك فامتنعت فضربها بالسوط وقهرها على الانتقال فانتقلت مع أولادها، فلما أصبح الناس يوم الاربعاء طلبوا من الحسين بن علي أعطياتهم واختلفوا عليه وصار أهل بغداد فرقتين، فرقة مع الامين وفرقة عليه، فاقتتلوا قتالا شديدا فغلب حزب الخليفة أولئك، وأسروا الحسين بن علي بن عيسى بن ماهان وقيدوه ودخلوا به على الخليفة ففكوا عنه قيوده وأجلسوه على سريره، فعند ذلك أمر الخليفة من لم يكن معه سلاح من العامة أن يعطى سلاحا من الخزائن، فانتهب الناس الخزائن التي فيها السلاح بسبب ذلك، وأمر الامين فأتي بالحسين بن علي بن عيسى فلامه على ما صدر منه فاعتذر إليه بأن عفو الخليفة حمله على ذلك.[40]

الاشتباكات المسلحة

سنة 253 :
وفي رمضان في هذه السنة وقعت فتنة بغداد أيضا بين محمد بن أوس ومن تبعه من الشاكرية والجند وغيرهم، وبين العامة والرعاع، فاجتمع من العامة نحو من مائة ألف وكان بين الناس قتال بالنبال والرماح والسوط، فقتل خلق كثير ثم انهزم محمد بن أوس وأصحابه فنهبت العامة ما وجدوا من أمواله، وهو ما يعادل ألفي ألف أو نحو ذلك.[41]
البلطجية
سنة 841 :
وفي ذي الحجة كانت الفتنة بدمياط ، وكان واليها ناصر الدين محمد السلاخوري سيء السيرة غاية في الظلم والفسق كثير التسلط على نساء الناس وأولادهم . فتعرض لناس يقال لهم السمناوية يتعيشون بصيد السمك من بحيرة تنيس ومساكنهم بجزائر يقال لها العزب بضم العين وفتح الزاي بعدها موحدة فأنفوا من سوء فعله وفحش سيرته فتجمعوا ليوقعوا به ففر إلى داره فحاصروه ... ، فرماهم بالنشاب فقتل منهم واحدا وجرح ثلاثة ، فازداد حنقهم وتكاثروا إلى أن هجموا عليه . فهرب في البحر في سفينة إلى الجزيرة فتبعوه فتناوبوا ضربه وردوه إلى البلد وحلقوا نصف لحيته وشهروه على جمل والمغاني تزفه ثم حبسوه . ثم أخرجوا الوالي من الحبس فأرادوا إثبات محضر يوجب قتله ، فبادر سفهاؤهم فقتلوه وسحبوه وأحرقوه بالنار ونهبوا داره وسلبوا حريمه وأولاده فقتل من أولاده صغير في المهد وقيل مات من الرجفة ، فكانت هذه الكائنة من الفضائح .
وفي تاسع عشري ذي الحجة طرق جمع من الحرامية وفيهم فارسان داخل القاهرة فمروا على باب الجامع الأزهر ووصلوا إلى رحبة الأيدمري ، فنهبوا عدة حوانيت وقتلوا رجلين ورجعوا إلى حارة الباطلية فتوزعوا فيها فلم يتبعهم أحد ، فكانت من الفضائح أيضا .[42]
استعمال المرتزقة

سنة 410 :

وكانت العامة تبغض الحاكم بأمر الله الفاطمي كثيرا، ويكتبون له الاوراق بالشتيمة البالغة له ولاسلافه، في صورة قصص، فإذا قرأها ازداد غيظا وحنقا عليهم، حتى إن أهل مصر عملوا صورة امرأة من ورق بخفيها وإزارها ، وفي يدها قصة من الشتم واللعن والمخالفة شئ كثير، فلما رآها ظنها امرأة، فذهب من ناحيتها وأخذ القصة من يدها فقرأها فرأى ما فيها، فأغضبه ذلك جدا، فأمر بقتل المرأة، فلما تحققها من ورق ازداد غيظا إلى غيظه، ثم لما وصل إلى القاهرة أمر السودان أن يذهبوا إلى مصر فيحرقوها وينهبوا ما فيها من الاموال والمتاع والحريم، فذهبوا فامتثلوا ما أمر هم به، فقاتلهم أهل مصر قتالا شديدا، ثلاثة أيام، والنار تعمل في الدور والحريم، وهو في كل يوم قبحه الله، يخرج فيقف من بعيد وينظر ويبكي ويقول: من أمر هؤلاء العبيد بهذا ؟ ثم اجتمع الناس في الجوامع ورفعوا المصاحف وصاروا إلى الله عزوجل، واستغاثوا به، فرق لهم الترك والمشارقة وانحازوا إليهم، وقاتلوا معهم عن حريمهم ودورهم، وتفاقم الحال جدا، ثم ركب الحاكم لعنه الله ففصل بين الفريقين، وكف العبيد عنهم، وكان يظهر التنصل مما فعله العبيد وأنهم ارتكبوا ذلك من غير علمه وإذنه، وكان ينفذ إليهم السلاح ويحثهم على ذلك في الباطن، وما انجلى الامر حتى احترق من مصر نحو ثلثها، ونهب قريب من نصفها، وسبيت نساء وبنات كثيرة وفعل معهن الفواحش والمنكرات، حتى أن منهن من قتلت نفسها خوفا من العار والفضيحة .[43]

هرب السلطان

سنة 778 :

فيها هرب السلطان الملك الأشرف لما دهمه الخارجون عليه من مماليكه هو ويلبغا الناصري ، ثم استخفى السلطان عند آمنة بنت عبد الله امرأة ابن المستوفي المغينة كان يعرفها قبل ذلك فأخفته ، ثم دلهم عليه بعض الناس فكبسوا البيت فوجدوه قد اختفى في البادهنج فأمسكوه واطلعوه إلى القلعة فتولى أينبك تقريقه على الذخائر وضربه تحت رجليه نحوا من سبعين ضربة بالعصي ، ثم خنق في خامس ذي القعدة ودفن بالقرب من الست نفيسة ثم نقل إلى تربة أمه . وكان الأشرف هينا لينا محبا في المال في أهل الخير والفقراء والصلحاء والعلماء مذعنا للأمور الشرعية .[44]


ثالثا // أبرز أسباب المظاهرات في التأريخ العربي القديم :
غلاء المعيشة

سنة 308 :

فيها غلت الاسعار ببغداد فاضطربت العامة وقصدوا دار حامد بن العباس الذي ضمن براثى من الخليفة فغلت الاسعار بسبب ذلك، وعدوا في ذلك اليوم - وكان يوم الجمعة - على الخطيب، فمنعوه الخطبة وكسروا المنابر وقتلوا الشرطة وحرقوا جسورا كثيرة، فأمر الخليفة بقتال العامة ثم نقض الضمان الذي كان حامد بن العباس ضمنه فانحطت الاسعار، وبيع الكر بناقص خسمة دنانير، فطابت أنفس الناس بذلك وسكنوا .[45]

سنة 778 :
ثار المماليك الذين أعانوا الأمراء على قتل الملك الأشرف فطالبوهم بالنفقة التي وعدوهم بها وهي على ما قيل لكل نفر خمسمائة دينار فماطلوهم فجاهروهم بالسوء فلما خشوا على أنفسهم أمروا بمصادرة المباشرين والتجار ودام ذلك مدة وكان ما أخذ من المودع الحكمي مائتي ألف دينار فيما قيل ومن مثقال الجمالي مائة ألف دينار ومن صلاح الدين بن عرام نحو خمسين ألف دينار وما أخذ من الوزير وناظر الخاص وغيرهما من الدواوين جمل مستكثرة .[46]

سنة 794 :
في رجب ثار جماعة من المماليك على محمود الأستادار وطالبوه بالكسوة والنفقة ورجموه من الطباق وضربوا بعض مماليكه بالدبابيس وأرادوا قتله فمنعه منهم أيتمش .[47]

سنة 800 :

أنفق السلطان الملك الظاهرعلى المماليك لكل واحد ستمائة فسخطوها ؛ فحضر إليهم بنفسه وترضاهم وبكى فأبكاهم فرضوا وقبضوا النفقة وسكنت الفتنة ، ويقال إن يلبغا المجنون تولى إنفاق ذلك من حاصله وأحضر للسلطان بعد ذلك مائة ألف وثمانين ألف دينار وقال : هذا آخر ماكان عندي ، وذكر أن بيته لما نهب رمى خازندارة الذهب المذكور في الخلاء فسلم .[48]

سنة 803 :

فيها انفق ابن غراب النفقة على المماليك فثار به جماعة منهم ورجموه ففر إلى بيت نوروز الحافظي فتركوه ورجع إلى بيته إلى أن أرضى أعيانهم وأكابرهم وأكمل النفقة واستمر حاله .[49]

سنة 805 :
فيها في أواخر السنة قفل المماليك أبواب القلعة على الأمراء بسبب النفقة ، فنزل الأمراء من باب السر إلى الإصطبل وركبوا من خيوله إلى منازلهم ، وتغيب السالمي ثم حصلوه وعوقوه في القلعة بسبب النفقة ثم تسلمه أمير آخور إينال باي ابن قجماس .[50]
سنة 809 :
فيها في ربيع الآخر سعت جماعة من مماليك السلطان لطلب النفقة ، فأمر السلطان بمسك جماعة منهم وشنق جماعة .[51]
سنة 832 :
فيها في ربيع الأول شغب الجند على الأستادار ونهبوا بيته بسبب تأخير النفقة ، فاحضر السلطان الأستادار فضربه بحضرته ثم خلع عليه واستمر ، وأنفق من خزانته شهرين .[52]
سنة 839 :

وفي أواخر شهر ربيع الآخر غلا سعر القمح فتزايد وقل الخبز من الحوانيت فضجت العامة ، فأمر السطان بفتح الشؤن - والبيع - منها ، فمشى الحال قليلا .[53]


سنة 842 :

فيها ثار جمع من الجند وطلبوا زيادة في النفقة في جامكية الشهرية فلم يلتفت إليهم ، فاجتمعوا إلى قرقماس فما زالوا به حتى ركب معهم ولم يركب معه من الامراء إلا القليل ، ومعظم الأمراء والجند صعدوا إلى القلعة ، ووقع بينهم الترامي بالنشاب وقتل جماعة من الفريقين ، وفي آخر النهار انهزم قرقماس ومن معه فنهب بيته ، ونودي لمن أحضره بأمرة وخلعة ، ورجع جماعة ممن كان معه إلى الطاعة قبل الهزيمة ، وكان السلطان عزل والي الشرطة وولي علي بن الطبلاوي ، فجمع له الزعر فبالغوا في القتال مع جمعة السلطان إلى أن تمت الهزيمة ، وفرق السلطان فيهم جملة من الذهب والفضة رماها من أعلى المكان فتناهبوها وجدوا في القتال .[54]

سنة 842 أيضا :

فيها في التاسع من رمضان ثار العامة بدمشق على النائب بها ، فهجموا عليه دار السعادة ففتحوا الطبلخلناة فضربوها ، فتجمعوا ، وكان السبب في ذلك إن شخصا يقال له عبد الرزاق خدم برددارا عند النائب فاحتكر اللحم وصار هو الذي يتولى الذبيحة ، فغلا اللحم وصار يشتري الغنم بالسعر البخس ويبيع بالربح المفرط ، فقل الجالب بسبب ذلك فاشتد الخطب حتى كان اللحم يباع بدرهمين ونصف فبلغ ثمانية ، فنادى النائب بالجند فأمسكوا منهم جماعة وسجنوهم ، فهجم الباقون السجن وكسورا بابه وأطلقوا أصحابهم ، وكان النائب قبل ذلك لما شكوا إليه عزل البرددار ونادى بإسقاط المكس عن الغنم ، فانحط السعر إلى أربعة وخمسة فلم يقنعهم ذلك ، فكاتب في ذلك فوصل الخبر بذلك في الثالث والعشرين من رمضان ، فأمر السلطان بجمع الأمراء والقضاة يوم الأحد صبيحة الرابع والعشرين فاشتوروا فقيل للمالكي إن عندهم قولا بقتل الثلث لاستصلاح الثلث فأنكر المالكي ذلك وقال : هذا لا يعرف في المذهب العشر قال : فما السبب في تجرؤ هؤلاء ? قال : كثرة الحلم عنهم .[55]

نهب الأراضي

سنة 328 :
تظلمت العامة من الديلم، لانهم كانوا يأخذون منهم دورهم، فشكوا ذلك إلى كورتكين فلم يشكهم، فمنعت العامة الخطباء أن يصلوا في الجوامع، واقتتل الديلم والعامة، فقتل من الفريقين خلق كثير وجم غفير.[56]

الخلاف الفكري
سنة 429 :

وفي رمضان منها لقب جلال الدولة شاهنشاه الاعظم ملك الملوك، بأمر الخليفة، وخطب له بذلك على المنابر، فنفرت العامة من ذلك ورموا الخطباء بالآجر، ووقعت فتنة شديدة بسبب ذلك، واستفتوا القضاة والفقهاء في ذلك فأفتى أبو عبد الله الصيمري أن هذه الاسماء يعتبر فيها القصد والنية، وقد قال تعالى (إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا) [ البقرة: 247 ] وقال (وكان وراءهم ملك) [ الكهف: 79 ] وإذا كان في الارض ملوك جاز أن يكون بعضهم فوق بعض، وأعظم من بعض، وليس في ذلك ما يوجب النكير والمماثلة بين الخالق والمخلوقين.

وكتب القاضي أبو الطيب الطبري: أن إطلاق ملك الملوك جائز، ويكون معناه ملك ملوك الارض، وإذا جاز أن يقال كافي الكفاة وقاضي القضاة، جاز أن يقال ملك الملوك، وإذا كان في اللفظ ما يدل على أن المراد به ملوك الارض، زالت الشبهة، ومنه قولهم: اللهم أصلح الملك، فيصرف الكلام إلى المخلوقين.
وكتب التميمي الحنبلي نحو ذلك، وأما الماوردي صاحب الحاوي الكبير فقد نقل عنه أنه أجاز ذلك أيضا، والمشهور عنه ما نقله ابن الجوزي والشيخ أبو منصور بن الصلاح في أدب المفتي أنه منع من ذلك وأصر على المنع من ذلك، مع صحبته للملك جلال الدولة، وكثرة ترداده إليه، ووجاهته عنده، وأنه امتنع من الحضور عن مجلسه حتى استدعاه جلال الدولة في يوم عيد، فلما دخل عليه، دخل وهو وجل خائف أن يوقع به مكروها، فلما واجهه قال له جلال الدولة: قد علمت أنه إنما منعك منموافقة الذين جوزوا ذلك مع صحبتك إياي ووجاهتك عندي، دينك واتباعك الحق، وإن الحق آثر عندك من كل أحد، ولو حابيت أحدا من الناس لحابيتني، وقد زادك ذلك عندي صحبة ومحبة، وعلو مكانة.
قلت: والذي حمل القاضي الماوردي على المنع هو السنة التي وردت بها الاحاديث الصحيحة من غير وجه.
قال الامام أحمد: حدثنا سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد، عن الاعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أخنع اسم عند الله يوم القيامة رجل تسمى بملك الاملاك ".[57]
الطائفية

سنة 293 :
في يوم عيد الاضحى منها دخلت طائفة من القرامطة إلى الكوفة فنادوا يا ثارات الحسين - يعنون المصلوب في التي قبلها ببغداد - وشعارهم: يا أحمد يا محمد - يعنون الذين قتلوا معه - فبادر الناس الدخول من المصلى إلى الكوفة فدخلوا خلفهم فرمتهم العامة بالحجارة فقتلوا منهم نحو العشرين رجلا، ورجع الباقون خاسئين .[58]
سنة 362 :
فيها أحرق الكرخ ببغداد وكان سببه أن صاحب المعونة ضرب رجلا من العامة الروافض فمات فثارت عليه العامة وجماعة من الاتراك، فهرب منهم فدخل دارا فأخرجوه مسجونا وقتلوه وحرقوه، فركب الوزير أبو الفضل الشيرازي - وكان شديد التعصب للسنة - وبعث حاجبه إلى أهل الكرخ فألقى في دورهم النار فاحترقت طائفة كثيرة من الدور والاموال من ذلك ثلثمائة دكان وثلاثة وثلاثون مسجدا، وسبعة عشر ألف إنسان . [59]

سنة 822 :
وفي شعبان اجتمع العوام بالإسكندرية فهاجموا أماكن الفرنج فكسروا لهم ثلاثمائة قنينة خمر ثمنها عندهم أربعة آلاف دينار ثم أراقوا ما وجدوه من الخمور ، ولم يعلم لذلك أصل ولا سبب .[60]

الفايسبوك البطيء
سنة 253 :
في آخر رجب منها وقعت في بغداد فتنة هائلة، وثبت فيها العامة على نائبها سليمان بن عبد الله بن طاهر ودعوا إلى بيعة أبي أحمد بن المتوكل أخي المعتز، وذلك لعدم علم أهل بغداد بما وقع بسامرا من بيعة المهتدي، وقتل من أهل بغداد وغرق منهم خلق كثير، ثم لما بلغهم بيعة المهتدي سكنوا، - وإنما بلغتهم في سابع شعبان - فاستقرت الامور واستقر المهتدي في الخلافة.[61]


--------------------------------------------------------------------------------
[1] [بدائع السلك في طبائع الملك ص: 93]
[2] [بدائع السلك في طبائع الملك ص: 279، بترقيم الشاملة آليا]
[3] [تهذيب الرياسة وترتيب السياسة ص: 34]
[4] [درر الحكام في شرح مجلة الأحكام 9/ 203]
[5] [غياث الأمم ص: 49]
[6] [البداية والنهاية 10/ 163]
[7] [البداية والنهاية 12/ 404]
[8] [أعيان العصر وأعوان النصر 1/ 296، بترقيم الشاملة آليا]
[9] [إنباء الغمر بأبناء العمر في التاريخ 9/ 55 - 56]
[10] [الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل 2/ 265]
[11] [أعيان العصر وأعوان النصر 1/ 48، بترقيم الشاملة آليا]
[12] [إنباء الغمر بأبناء العمر في التاريخ 1/ 231]
[13] [إنباء الغمر بأبناء العمر في التاريخ 7/ 377]
[14] البداية والنهاية 3 / 335.
[15] البداية والنهاية (5/ 163)
[16] [إنباء الغمر بأبناء العمر في التاريخ 1/ 79]
[17] [إنباء الغمر بأبناء العمر في التاريخ 1/ 92]
[18] [إنباء الغمر بأبناء العمر في التاريخ 3/ 68]
[19] [إنباء الغمر بأبناء العمر في التاريخ 8/ 426]
[20] [الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل 2/ 294]
[21] [إنباء الغمر بأبناء العمر في التاريخ 2/ 350]
[22] [إنباء الغمر بأبناء العمر في التاريخ 3/ 380]
[23] [إنباء الغمر بأبناء العمر في التاريخ 4/ 299]
[24] [البداية والنهاية 11/ 12]
[25] [البداية والنهاية 11/ 13]
[26] [البداية والنهاية 11/ 7]
[27] [البداية والنهاية 10/ 268]
[28] [البداية والنهاية 12/ 289]
[29] [البداية والنهاية 10/ 269]
[30] [إنباء الغمر بأبناء العمر في التاريخ 3/ 322]
[31] [إنباء الغمر بأبناء العمر في التاريخ 6/ 70]
[32] [إنباء الغمر بأبناء العمر في التاريخ 2/ 2]
[33] [إنباء الغمر بأبناء العمر في التاريخ 3/ 390]
[34] [إنباء الغمر بأبناء العمر في التاريخ 4/ 106 - 109]
[35] [إنباء الغمر بأبناء العمر في التاريخ 7/ 204]
[36] [الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل 2/ 289]
[37] [البداية والنهاية 12/ 109]
[38] [البداية والنهاية 11/ 7]
[39] [البداية والنهاية 11/ 149]
[40] [البداية والنهاية 10/ 257]
[41] [البداية والنهاية 11/ 23]
[42] [إنباء الغمر بأبناء العمر في التاريخ 7/ 280]
[43] [البداية والنهاية 12/ 12]
[44] [إنباء الغمر بأبناء العمر في التاريخ 1/ 194]
[45] [البداية والنهاية 11/ 150]
[46] [إنباء الغمر بأبناء العمر في التاريخ 1/ 197]
[47] [إنباء الغمر بأبناء العمر في التاريخ 3/ 114]
[48] [إنباء الغمر بأبناء العمر في التاريخ 3/ 393]
[49] [إنباء الغمر بأبناء العمر في التاريخ 4/ 241]
[50] [إنباء الغمر بأبناء العمر في التاريخ 5/ 78]
[51] [إنباء الغمر بأبناء العمر في التاريخ 6/ 5]
[52] [إنباء الغمر بأبناء العمر في التاريخ 8/ 168]
[53] [إنباء الغمر بأبناء العمر في التاريخ 8/ 374]
[54] [إنباء الغمر بأبناء العمر في التاريخ 9/ 42]
[55] [إنباء الغمر بأبناء العمر في التاريخ 9/ 107]
[56] [البداية والنهاية 11/ 225]
[57] [البداية والنهاية 12/ 54 - 55]
[58] [البداية والنهاية 11/ 113]
[59] [البداية والنهاية 11/ 309]
[60] [إنباء الغمر بأبناء العمر في التاريخ 7/ 356]
[61] [البداية والنهاية 11/ 22]

إقرأ المزيد... Résuméabuiyad

ترقيم الصفحات