هذه طائفة من المواقف الحقيقية الطريفة ، التي هيجت فيَّ هائجة الشعر والنثر ، أسردها في مدونتي على سبيل الفكاهة أولا ، والتوثيق ثانيا ... وبالله أستعين !
*********
في آخر يوم من أيام دورة تأهيل الدعاة السادسة بمعهد الفرقان – سابقا – بمدينة تعز – اليمن – بتأريخ 5 / 9 / 2005م ؛ اقترف أحد الطباخين جرما فظيعا ، بأن عصد الأرز مع المعكرونة حتى أحرقهما ، وبدلا من أن تكون خاتمة الدورة مسكا ؛ صارت خاتمتها (عصيدا) ... فقلت في ذلك الموقف :
وطباخكم ماهر في العصيد * وفي كل مطبوخة منتنة !
شوى المعكرونة فوق الأرز * فقلنا له بطل الشـيطنة !
أطباخنا ياعريض القفا * وأنفك قد أشبـــــه المدـخنة !
وأذنك كالكوز مركوزةٌ * وعنقك أطول من مئــذنـة !
*********
وحضرت مرة أحد الأعراس ؛ ثم قدمت إلينا المائدة ؛ فكان نصيبي أن أتوسط شخصين سمينين أكولين ، فقلت في الموقف مرتجلا :
قالوا أكلت ! ولم تسمن ؟ فقلت لهم *** ألا ترونيَ ذئبًا بين فيلَين ؟
*********
وشهدت مرة حفلا خطابيا ، قدم له صديق لي اسمه (منير) ، وكان بالقرب منه صديقي وحبيبي (يوسف بدر) ، فلاحظت من يوسف حرصا بالغا على استماع منير ، ودنوا زائدا منه إليه ، فقلت في الموقف :
كأن أذن (يوسف بن بدر) * تلقفُ فَا (منير) عند الهذرِ
طاحونة تبلع كيس برِّ * أو سلَّةٌ أوعتْ عروج التمرِ !
*********
جاءتنا ذات مرة امرأة عجوز ، وحلت ضيفة في دارنا ، وهي منتعلة حذاء أسود (يشبه كثيرا جزمتي الجلدية الموضوعة عند الباب) ، فقعدت ساعة ثم انصرفت ... لكنها انصرفت بجزمتي – هذه المرة - وتركت لي جزمتها ... فجُنَّ جنون قلمي حينئذ فكتب عنها ما نصُّه :
" تعسا ! تعسا !.. لعجوز عمشاء ، أقبلت لبخس حظي قبيل العشاء ، وهي تضبح ضبح الخيول ، وتسكب على الأكفِّ قُبَلا كقرع الطبول ، فتمادت في تقليب طرفها كالحرباء ، لاختيار مجلسها بين الأودَّاء ، حتى آذت وآنت ، ولها عكَّاز ذو لسانين ، ومنخران أشبه شاكلة بخفي حنين ، وفم قد استقالت منه أسنانه ، واقتُلعت من حوافه أركانه ، حتى بدا أخلى من بيداء ، وأزلق من ظهر صخرة سوداء ، إلا نابٌ فردٌ كأنه أير حمار ، تولجه فيما تعضه من طريِّ الثمار !
أعيذك بكلمات الله التامات من شر ما خلق ! لقد رأيت ما لم يره راءٍ ، ولا رواه راوٍ ، ولا وقع عليه ناظر ، ولا نزع إلى اقتراحه خاطر !
رأيت وجها متشعب الطرق متعب الوسائل ، كأنه ضِغثٌ له فسائل ! وأنفا كبوق اليهود ، ومشفرا يهتز اهتزاز أوتار العود ! ولسانا ينضنض ، يبسط بساطه ثم يقبض ! وبزاقا نتنا يطيش ، ولا طيش الخفافيش ! هذا على مالها من جبين كالح ، وكلام مالح !
فقُبّحتْ من عجوز ، وقبح شكلها في العـجائز ، وإن لم تردَّ حذائي عاجلا ؛ فأوردها الله مورد الجنائز ! " .
*********
وقلت مرة في وصف شيخ بخيل :
" بقلته قبلته ! وفحمته لحمته ! وسواد رماده سويداء فؤاده ! يعرق الحجر وكفه لا تعرق ، وصفاته لا ترشح ، وكلبه من فرط جوعه لا ينبح ! وحماره يستجر ما أكله قبل أعوام ، ولا يطمع في طعام سيده ولو في المنام !
يُعرض في مواطن الجود إعراض القحبة ، ويتجهم إذا سؤل تجهم الكلبة ! لو ملئت بالماء كفه ؛ ما سال منه ربع عشر نطفة ، ولو قبضت يده على حبة خردل ؛ فلن يتركها – لعمري – ولو تجندل ! أظلم على الدرهم من حية ، فإن لقيت هذا وأمثاله ؛ فاجعل لعنه تحية !" .
6 التعليقات:
سلامت يداك ياشيخ الاسلام
ورجلاك يا ابا الشوارب !
السيد تامر من منير الذي قدم الحفل الذي ذكرت
منير علي سيف
لله درك يا دكتور كلااااااااااااااااام رائع جدأ تسلم اناملك الماسية
سلمتم جميعا
إرسال تعليق