بحث مخصص عن الكتب

Loading

الأربعاء، 26 يناير 2011

حينما يضحك الشعر والنثر ! (1)




هذه طائفة من المواقف الحقيقية الطريفة ، التي هيجت فيَّ هائجة الشعر والنثر ، أسردها في مدونتي على سبيل الفكاهة أولا ، والتوثيق ثانيا ... وبالله أستعين !

*********

في آخر يوم من أيام دورة تأهيل الدعاة السادسة بمعهد الفرقان – سابقا – بمدينة تعز – اليمن – بتأريخ 5 / 9 / 2005م ؛ اقترف أحد الطباخين جرما فظيعا ، بأن عصد الأرز مع المعكرونة حتى أحرقهما ، وبدلا من أن تكون خاتمة الدورة مسكا ؛ صارت خاتمتها (عصيدا) ... فقلت في ذلك الموقف :

وطباخكم ماهر في العصيد * وفي كل مطبوخة منتنة !

شوى المعكرونة فوق الأرز * فقلنا له بطل الشـيطنة !

أطباخنا ياعريض القفا * وأنفك قد أشبـــــه المدـخنة !

وأذنك كالكوز مركوزةٌ * وعنقك أطول من مئــذنـة !

*********

وحضرت مرة أحد الأعراس ؛ ثم قدمت إلينا المائدة ؛ فكان نصيبي أن أتوسط شخصين سمينين أكولين ، فقلت في الموقف مرتجلا :

قالوا أكلت ! ولم تسمن ؟ فقلت لهم *** ألا ترونيَ ذئبًا بين فيلَين ؟

*********

وشهدت مرة حفلا خطابيا ، قدم له صديق لي اسمه (منير) ، وكان بالقرب منه صديقي وحبيبي (يوسف بدر) ، فلاحظت من يوسف حرصا بالغا على استماع منير ، ودنوا زائدا منه إليه ، فقلت في الموقف :

كأن أذن (يوسف بن بدر) * تلقفُ فَا (منير) عند الهذرِ

طاحونة تبلع كيس برِّ * أو سلَّةٌ أوعتْ عروج التمرِ !

*********

جاءتنا ذات مرة امرأة عجوز ، وحلت ضيفة في دارنا ، وهي منتعلة حذاء أسود (يشبه كثيرا جزمتي الجلدية الموضوعة عند الباب) ، فقعدت ساعة ثم انصرفت ... لكنها انصرفت بجزمتي – هذه المرة - وتركت لي جزمتها ... فجُنَّ جنون قلمي حينئذ فكتب عنها ما نصُّه :

" تعسا ! تعسا !.. لعجوز عمشاء ، أقبلت لبخس حظي قبيل العشاء ، وهي تضبح ضبح الخيول ، وتسكب على الأكفِّ قُبَلا كقرع الطبول ، فتمادت في تقليب طرفها كالحرباء ، لاختيار مجلسها بين الأودَّاء ، حتى آذت وآنت ، ولها عكَّاز ذو لسانين ، ومنخران أشبه شاكلة بخفي حنين ، وفم قد استقالت منه أسنانه ، واقتُلعت من حوافه أركانه ، حتى بدا أخلى من بيداء ، وأزلق من ظهر صخرة سوداء ، إلا نابٌ فردٌ كأنه أير حمار ، تولجه فيما تعضه من طريِّ الثمار !

أعيذك بكلمات الله التامات من شر ما خلق ! لقد رأيت ما لم يره راءٍ ، ولا رواه راوٍ ، ولا وقع عليه ناظر ، ولا نزع إلى اقتراحه خاطر !

رأيت وجها متشعب الطرق متعب الوسائل ، كأنه ضِغثٌ له فسائل ! وأنفا كبوق اليهود ، ومشفرا يهتز اهتزاز أوتار العود ! ولسانا ينضنض ، يبسط بساطه ثم يقبض ! وبزاقا نتنا يطيش ، ولا طيش الخفافيش ! هذا على مالها من جبين كالح ، وكلام مالح !

فقُبّحتْ من عجوز ، وقبح شكلها في العـجائز ، وإن لم تردَّ حذائي عاجلا ؛ فأوردها الله مورد الجنائز ! " .

*********

وقلت مرة في وصف شيخ بخيل :

" بقلته قبلته ! وفحمته لحمته ! وسواد رماده سويداء فؤاده ! يعرق الحجر وكفه لا تعرق ، وصفاته لا ترشح ، وكلبه من فرط جوعه لا ينبح ! وحماره يستجر ما أكله قبل أعوام ، ولا يطمع في طعام سيده ولو في المنام !

يُعرض في مواطن الجود إعراض القحبة ، ويتجهم إذا سؤل تجهم الكلبة ! لو ملئت بالماء كفه ؛ ما سال منه ربع عشر نطفة ، ولو قبضت يده على حبة خردل ؛ فلن يتركها – لعمري – ولو تجندل ! أظلم على الدرهم من حية ، فإن لقيت هذا وأمثاله ؛ فاجعل لعنه تحية !" .

إقرأ المزيد... Résuméabuiyad

أفياء من رحلتي مع الكيمياء القديمة ! (1)

لهجت روحي بعلم الكيمياء القديم منذ أيام الصبا ، وسيطر عليَّ هاجس ما كانوا يسمونه (الإكسير) ، الذي يحول مثقالٌ منه مثاقيلَ من المعادن الرخيصة ذهبا إبريزا ، وكانت أول عقبات هذه الرحلة الشاقة اللذيذة ، هي محاولة فك شفراتها ورموزها البالغة الإغراق والتعقيد ، وقد تحقق ذلك – بفضل الله – من خلال وسائل متعددة ؛ أبرزها مقارنة نصوص المؤلفين القدماء في علم الكيمياء ببعضها ، سواء في ذلك مقارنة نصوص المؤلف الواحد التي بثها في كتبه المختلفة ففك هنا ما أبهمه هناك ، وفصَّل هناك ما أجمله هنا ، أو بسؤال بعض أهل الخبرة - وهم اليوم أقل من القليل - كما أني استعنت بقراءة بعض كتب الكيمياء الحديثة ، خاصة تلك التي تتلمس الروابط بين المصطلحات القديمة والحديثة في علم الكيمياء ، وتتعرض لإسهامات القدماء في مجال الاختراع الكيميائي ، ولنشرع الآن في الحديث عن أبرز هذه الرموز ، محاولين فكها في إطار الكيمياء القديمة ، آملا أن تتاح لي فرصة أخرى ، لفكها وفقا لعلم الكيمياء الحديث ... وقد تعمد القدماء الترميز بتلك الرموز ، فجعلوها عميقة التدبير ، بعيدة التفسير ؛ لكي لا يصل إلى علمهم إلا الخواص ، وأظن أنه كان للتصوف والترجمة عن اللغات الأخرى دورهما في وضع تلك الرموز وصياغتها .

أولا / فك أهم المصطلحات والرموز وأكثرها شيوعا واستعمالا عندهم :

• النفس = النار = النحاس المحترق = النفس / الدهنة الحمراء = العقرب = الدخان الأحمر = الذكَر = الفاعل = الحار اليابس = النفس البيضاء = (الكبريت) .

• الروح = الروح الرطب = الماء الخالد = الماء الأبيض = الثعبان = العبد الفرَّار / الآبق = الدخان الأبيض = أبو داود = التنِّين = الأنثى = المفعول = البارد الرطب = زيبق القوم = ذهب القوم = عطارد = السليماني = الرهج = (الزئبق) .

• الآبار = الزُّهرة = الحرثقلا = (النحاس) .

• الزيت الطيب = (زيت الزيتون) .

• العلَم = (الزرنيخ) .

• بطن الفرس = (اصطبل الفرس الذي فيه زبله) .

• الشمس = الجسد = (الذهب) .

• الفيل = (ملح النطرون)

• الشيرج = (زيت السمسم) .

• التطهير = (تخليص المعدن من أوساخه بواسطة محاليل معينة) .

• التكليس = (تحويل المعدن إلى مايشبه التراب) .

• الحجر = (المعدن أيا كان نوعه) .

• التشميع = (تحويل المعدن من حالة التكليس إلى حالته الطبيعية) .

• المريخ = (الحديد) .

• زحل = الأسرب = (الرصاص) .

• التلغيم = (مزج برادة المعدن بالزئبق ) .

• المشتري = القلعي = القمر المزرق = السادس = الحرقوص = (القصدير) .

• الرصاصان = (الخارصين + القصدير) .

• ماء النار = ماء الفضة = (حمض النتريك) .

• الهواء = العُقاب = الطير الأخضر = الطير الساقط = عُقاب نسير = (النشادر) .

• الحق = (الموازين الكيميائية عند تركيب المعادن) .

• التدوير = (تذويب المعدن بالنار) .

• الحل = (تذويب المعدن الجامد بغير النار) .

• العقد = (تجميد المعدن السائل ) .

• التدبير = (العمليات الكيميائية عند تخليص المعادن وتركيبها) .

• القمر = (الفضة) .

• حجر الرأس = الكلس = رأس الصابون = (ملح الجير – النورة) .

ثانيا / تلميحات كيميائية اكتسبت معرفتها من وقائع تجاربي وقراءاتي الخاصة :

• (مزيج من حمض الكبريتيك المخفف + محلول فلاش + خل أبيض + كلوروكس + ملح ليمون + حبيبات الصابون الزرقاء ) = يذيب شعر الرأس ، وسائر المعادن ، يصير لونه أزرق إن ألقي فيه النحاس ، ويكلس الزئبق ، ويبيض الكبريت ، ويذيب حجر الطلق تذويبا بطيئا .

• نقيع ماء شجرة الحمَّاض (العُثرب) يستخرج أوساخ المعادن .

• جزءان متساويان من حمضَي الكبريتيك والنتريك ، يبيضان النحاس ثم يحولانه إلى مايشبه الشمع الأبيض .

• خليط معدني من 82 % نحاس + 12,5 قصدير + 4% رصاص + 1,5 فوسفور = برونز فوسفوري .

• 57 % نحاس + 36 % زنك + 7 % نيكل = فضة ألمانية .

• الزرنيخ يقوِّي معدن الرصاص .

• 80 % نحاس + 20 % قصدير = ذهب هولندي .

• الرصاص لا يذوب في حمض الكبريتيك .

• لا تنس مكلسا من العسل .

• المايكروكروم يكلس الزئبق ويحيله ركاما .

• ماء + ملح الطعام = حبر سري لا يظهر إلا إذا مررت الورقة على نار شمعة .

• اغمر ورقة في محلول الشب ، ثم جففها ، ثم مررها على النار ... ستلاحظ أنها لا تحترق .

• مزيج من الزرنيخ الأصفر + الشب اليماني + زلال البيض = دهان إذا طليت به يدك وعرضتها للنار فإنها لا تحترق .

إقرأ المزيد... Résuméabuiyad

الأربعاء، 19 يناير 2011

الاقتباس النبوي من القرآن الكريم (1)

يتنطع بعض المتدينين اليوم في مسألة الاقتباس من القرآن الكريم ، مدعين بأن ذلك مما يخرق هيبة القرآن ، ويوهن من شأنه في النفوس ... وفي ظني أن هذه الرؤية متنطعة جدا ، وتحمل من الأوهام حمل بعير ، لسبب طبيعي ؛ هو أن المتكلم البليغ إنما يقتبس من القرآن ؛ ليضفي شيئا من مهابة النص القرآني على نصه ، ولن نذهب بعيدا في الحديث عن هذه القضية ، بل يكفينا أن نمثل ببعض الأمثلة من اقتباسات النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن [ كل الأحاديث من السلسلة الصحيحة للألباني ] ، ونحللها تحليلا تناصيا ، محاولين الكشف عن بعض وجوه المفارقة والمماثلة بين عناصر النص المقتبِس والنص المقتبَس منه ، ومن ذلك ما يلي :

أولا : ماورد عن عائشة – رضي الله عنها - قالت : قلت : يا رسول الله ! ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم ويطعم المساكين ؛ فهل ذاك نافعه ؟ قال : لا يا عائشة ! إنه لم يقل يوما : رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين)) . السلسلة الصحيحة - مختصرة (1/ 528).
فالعبارة الأخير ة من هذا الحديث مقتبسة من قوله تعالى حكاية عن إبراهيم – عليه السلام - : {وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82)} [الشعراء: 82] ، فأين شخصية ابن جدعان المشرك ، من شخصية أبي الأنبياء الحنيفي إبراهيم حتى يقتبس كلامه له ؟
الأمر الآخر هو أن النبي صلى الله عليه وسلم غيَّر بعض ألفاظ النص القرآني ، فاستبدل قوله تعالى (والذي أطمع أن يغفر...) بقوله هو : (رب اغفر ...) محولا الأسلوب البلاغي للنص القرآني من سياق الإخبار والوصف ؛ إلى سياق الإنشاء (الدعاء) .
ماهو الداعي – إذن – لأن يقتبس النبي صلى الله عليه وسلم – كلام إبراهيم الحنيفي، لابن جدعان المشرك؟

مما هو معلوم أنه كانت هناك بقايا من حنيفية إبراهيم في زمن أهل الفترة ، قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن أهل هذه الفترة ابن جدعان ، الذي لم يع هذه البقايا الحنيفية ولا آمن بها كما آمن بها بقية الحنفاء ، فلعل هذا وجه من وجوه دواعي الاقتباس النبوي في هذا الحديث .
أن ابن جدعان كان مضيافا (يصل الرحم ويطعم المساكين) ، وهذا وجه من وجوه الشبه بينه وبين النبي إبراهيم عليه السلام ، الذي كان مشهورا بإكرام الضيفان ، وكيف لا ؟ وهو الذي ابتدر الملائكة فجاء بعجل حنيذ سمين ؟
على الرغم من ذلك يبقى الاقتباس النبوي ذا درجة كبيرة من الانزياح من وجوه أبرزها :
أن الاقتباس النبوي غيَّر الأسلوب من الخبري في القرآن ؛ إلى الإنشائي الطلبي في نصه هو ، وهذا من معالم فصاحته وبلاغته صلى الله عليه وسلم ؛ لأن هذا التغيير يستدعيه المقام – وكلنا يعلم أن أكبر مقاصد البلاغة مراعاة خصائص السياق المقامي والمقالي – فإن إبراهيم كان يتحدث في سياق الثناء على الله تعالى وتعديد آلائه ، التي منها طمعه في غفران خطيئته يوم الدين ، أما الحديث عن ابن جدعان فإنه كان في سياق وصف قِصَر نظر ابن جدعان ؛ وأنه كان كل همه هو تحصيل الشهرة في الحياة الدنيا ، ولم يكن يرفع طرفه نحو الآخرة وأحداثها ، والقيامة وأهوالها ، فلذا لم يلهج لسانه بهذا الدعاء الطلبي ، ناهيك عن تصوره أو الطمع فيه !

أن خطيئة ابن جدعان كانت الشرك بالله تعالى ، وهو لم يتب منها في الدنيا ، ولا طلب الغفران عنها في الآخرة ، بينما خطيئة إبراهيم – عليه السلام – إنما كانت تورية تحتمل الصدق والكذب حين قال (إني سقيم) ... ، فهذا من وجوه المفارقة بين النصين النبوي والقرآني . (يتبع) ...
إقرأ المزيد... Résuméabuiyad

مقدمة رسالة الماجستير وخاتمتها

المقدمة
كنت قد أجَلْتُ فكري حينا من الدهر في نُتَف من أدب الوعاظ في تراثنا العربي ، فما رأيت -فيما اطلعت عليه منها - ما هو أغزر مادة ، وأكثف تعبيرا وتصويرا ؛ من مواعظ أبي الفرج عبد الرحمن ابن الجوزي (597هـ) ([1]) ، الذي كان من أبرع جهابذة عصره وأعلاهم همة في تحصيل العلوم ، حتى قيل إنه بلغ ما صنفه في شتى فنونها أكثر من أربعمائة مصنف ([2]) ، وقد كان من ضمن ما اطلعت عليه من مصنفاته الوعظية ؛ كتاب ( المدهش ) ، فرأيت فيه ما لم أره في بقيتها : نثرا وعظيا وأدبيا فائقا ؛ قصد فيه كاتبه إلى الفن والجمال قصدا ، مع غزارة في مادته ، وتفنن في تقسيمها ، فلما فتشت عن سر تفرده هذا ؛ تبين أن هذا الكتاب ينطوي على عيون مواعظ ابن الجوزي وخيرة منتخباتها ، وقد لمح هو إلى ذلك في مقدمة الكتاب فقال : " ... فإني قمت – بحمد الله – في علم الوعظ بأصحه وأملحه ، وآثرت أن أنتقي في هذا الكتاب من مُلَحِه ... " ([3]) ، فالمدهش – إذن – هو عصارة ما أَعجب ابن الجوزي من نتاجه العلمي والفني الذي بثه في كتبه الأخرى عموما، وكتبه الوعظية خصوصا ([4]) ؛ ولعله لهذا السبب سماه بـ( المدهش ) أي المعجِب الذي يدهش قارئه .
إن من أبرز ما لاحظته في نصوص هذا الكتاب ؛ هو كثافة تفاعلاتها النصية التي تحيل إلى مخزون معرفي ضخم ، متنوعة مشاربه ، متباينة أجناسه ([5]) ؛ ذلك أن ابن الجوزي كان قد عمد فيه إلى اعتماد الإيماء لا الإنباء ، والاحتمال لا الاكتمال ، وأْعْـتَدَ من أجل ذلك متكأ لاقتطاع النصوص واجتذاب سواقي المعرفة ، واختراق معيارية الأجناس القولية أنماطا وخصائص ، مدركا أن نفاسة النص لا يؤسسها ذكر الشيء ؛ بقدر ما يؤسسها نسيانه أو تناسيه .([6])
هذا كله هو سبب اختيار النثر الوعظي في هذا الكتاب موضوعا لهذه الدراسة ، التي هدفت إلى الكشف عن مجالات استيعابه للنصوص السابقة وخصائصها ، ومدى خضوعه لقوانين جدليةِ ( القراءة – الكتابة ) ؛ المتحكمة في حيثيات تفاعلاته النصية داخليا وخارجيا ، مع ما يتسم به ذلك جميعه من تشابك إحالي متوارٍ خلف نسيج النص ، وتآزر وظيفي نابع من عمق دلالاته وقوة إيحاءاته ، وهذا كله مما لم يكن ممكنا أن يتحقق لهذه الدراسة إلا من طريق التحليل السيميائي ([7]) ، عبر مستويين إجرائيين متداخلين :

· المستوى الأول : محاولة تحديد المرجعيات التناصية للنصوص الوعظية الأدبية في كتاب المدهش .
· المستوى الثاني : تحليل أساليب التناص في هذه النصوص الوعظية الأدبية ، بما في ذلك وجوه تقابل العناصر التناصية ، وتناظرها ، وترابطها ، والتحويل بينها ، وما تنتجه تلك الأساليب من وظائف جمالية ، وتنوع دلالي .([8])
لم أعثر – في حدود جهدي المتواضع – على دراسة سابقة تنحو هذا المنحى في تناول تراث ابن الجوزي الوعظي عموما ، وكتابه ( المدهش ) خصوصا ، إلا أني رأيت دراسة بعنوان " مواعظ ابن الجوزي ، دراسة تحليلية فنية " ([9]) ، عرَّجتْ في أثناء مباحثها على بعض الجوانب التي نسميها هنا (تناصا) ؛ إلا أنها كانت مقاربات (فنية) سريعة وعابرة ؛ فرضتها سعة المادة المدروسة ، واختلاف منهجيتها التحليلية ، الهادفة في جملتها إلى تكوين معرفة فنية وموضوعية شاملة حول مواعظ ابن الجوزي ، وإن كانت لم تتمحض لهذا الهدف ؛ فاستغرقت معالجة الجانب التأريخي لحياة ابن الجوزي وعصره قسما كبيرا منها .([10])
جاءت دراستنا في مقدمة ومهاد نظري وثلاثة فصول وخاتمة ، أما المقدمة فهي هذه ، وأما ما بعد ذلك ؛ فقد قسمته تقسيما يمكنني من الوصول إلى الأهداف المرجوة منها ، إذ كنت قد صغت مشكلة الدراسة في سؤال كبير هو :
· كيف تناصت النصوص الوعظية - في كتاب المدهش لابن الجوزي - مع ما سبقها من نصوص ؟
وكان من الضرورة بمكان أن يجزأ هذا السؤال الجوهري - للإجابة عليه – إلى ثلاثة أسئلة فرعية هي :
* ما مفهوم التناص وما طبيعته ؟ وما علاقة ذلك بكتاب المدهش ومنهجية صاحبه ؟
* ما أنواع التناص في كتاب المدهش ؟
* ما آليات التناص في كتاب المدهش ؟
جاء تمهيد الدراسة وفصولها للإجابة عن هذه الأسئلة الثلاثة ، فكان التمهيد إجابة عن السؤال الأول ، إذ تحدثت فيه عن التناص : مفهومه وخصائصه ، ثم عرضت محتوى كتاب المدهش عرضا مفصلا ، معرِّجا على ملامح منهجية المؤلف فيه ، وعلاقتها بما نسميه اليوم (تناصا) ، وكان الفصلان الأول والثاني إجابة عن السؤال الثاني ، حيث تناولت فيهما أبرز أنواع التناص في كتاب المدهش وهي : التناص السردي ، والتناص التصويري ، وجعلت الفصل الثالث للإجابة عن السؤال الثالث ؛ فبينت آهم آليات التناص في كتاب المدهش وهي : آلية الدمج الإضافي ، وآلية التشويش الزمني ، وآلية الدمج السياقي ، ثم خلصت إلى خاتمة أودعتها أهم نتائج الدراسة وتوصياتها ، ثم أتبعتها بمسرد لمصادرها ومراجعها .
هذا هو الذي كان ، فما فيها من صواب فإنه بفضل الله وبرحمته ، وما رأيته من سوء فمني وحدي ، وحسبي أني قد اجتهدت في إعدادها طرَفَي النهار وزُلَفا من اللــــــــــيل و ﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ﴾ ! [ هود 114 ] .
الخاتمة
جاءت هذه الرسالة موسومة بـ : (التناص في تراث ابن الجوزي الوعظي – كتاب المدهش أنموذجا -) ، في محاولة متواضعة لدراسة هذا التراث الوعظي الأدبي من وجهة نقدية حديثة ؛ هي منهجية التحليل السيميائي ، بهدف الكشف عن نواحي تناصات النصوص الوعظية فيه مع ما سبقها من نصوص .
ففي المهاد النظري ناقشتُ مفهوم التناص وخصائصه، وعلاقته بكتاب (المدهش) ومنهجية صاحبه ، ومنه خلصت إلى أن التناص ذو هوية لغوية نصية – فحسب -، تتعدد مرجعياته تبعا للمصادر التي يتأثر بها المبدع ، ويوظفها في نصه لتحقيق وظائف جمالية مركبة ، وتتعدد أنواعه بتعدد مجالات التفاعل بين النصوص فنيا وموضوعيا، وتتنوع آلياته بتنوع طرائق اجتلاب النصوص السابقة إلى النص اللاحق وكيفيات إخضاع تلك النصوص لخصائصه البنيوية ، وتتنوع مستوياته تبعا لبراعة الكاتب في استثمار خصائص النص السابق في إثراء نصه .
كما تبين أن ابن الجوزي تطرق في هذا الكتاب إلى تفاعلات النصوص مع بعضها تنظيرا : كتفاضل النصوص وتشابهها وتشاركها دلاليا ، وتكرار بعضها بعضا ، وتطبيقا : إذ مارس ما نسميه اليوم تناصا مع النصوص على تباين مرجعياتها .
وفي الفصل الأول تناولت النوع الأول من أنواع التناص في الكتاب وهو (التناص السردي) ، متخذا من الزمن مدخلا أكبر في التحليل ، وفيه تبين أن كل عناصر السرد في قصص ابن الجوزي ذات مرجعيات تناصية مختلفة ( قرآنية وتأريخية وأسطورية وحديثية وأمثالية ...) ، وقد انتقى منها ما يخدم غرضه الوعظي التأثيري فحسب ، ناحيا بها منحى تصويريا ؛ ليصير حاضر السرد هو حاضر الأحداث ، ومنحى حكائيا محوَّلا بالدمج ، أو بطريقة الراوي العليم ، أو باستخدام تقنية المونولوج الداخلي والخارجي ؛ ليمكنه ذلك من التحليل النفسي لشخصياته ، والتعبير عما يدور في حسها الباطن من مواقف تجاه الأحداث ، في محاولة منه تأسيس واقع جديد في ضوء نماذجها ، مُؤْثِرًا سرعة السرد على بطئه ؛ ليناسب حرارة خطابه الوعظي وتدفقه ، ومشوشا الترتيب السياقي لبعض الشواهد الحوارية المجتلبة إلى نصه ؛ ليجتنب التكرار الاجتراري ، وليكشف عن رؤية تحليلية واعية بترابطات النصوص سياقيا ودلاليا ، كما أنه راوح بين السرد والحوار ؛ ليستوعب توصيف المشهد حسا وفكرا ، ونوَّع أساليب السرد ، بالترميز المعادِل حينا ، وبالموازنة بين عنصرين حينا ، وبإرسال المثل حينا آخر ... هادفا بذلك إلى التصوير الشعري من جهة ، وإلى الحجاج الإقناعي الخطابي من جهة أخرى .
وفي الفصل الثاني تناولت النوع الثاني من أنواع التناص عنده ، وهو (التناص التصويري) ، وفيه حاولت تتبع الصور النصية السابقة التي أظن أنها مثلت المرجعية التناصية للصور الفنية في نثره -( صورة الدنيا أنموذجا ) -، كما حاولت الكشف عن مستويات حضورها فيها ، ووجوه توافقها وتخالفها معها ، وما ينتجه ذلك كله من تنوع دلالي ، مستهديا بمكملات تلك الصور في سائر مواعظ الكتاب ، وبما بثه من رؤاه الفكرية حولها في بعض كتبه الأخرى .
تبين من خلال التحليل في هذا الفصل ؛ أن الصور التناصية تعددت في كتاب المدهش ؛ تبعا لتعدد الموضوعات الوعظية التقليدية ، مثل : صورة الدنيا ، والهوى ، والشهوات ، والعمر ، والنفس ، والشيطان ، والموت ، والجنة ، وجهنم ، وأن ابن الجوزي جدد وابتكر في توظيف ما اجتلبه من عيون الأقاويل إليها ؛ فنوَّع الصور التناصية للموضوع الوعظي الواحد -تنويعا شبه منتظم أنساقيا - فأتاح له ذلك توسيع دائرته التناصية إلى مرجعيات شتى ، وهو تشعب معرفي منح النصوص كثافة دلالية وعمقا إيحائيا ، وكشف عن سعة ثقافته حولها ، وفائق براعته في توظيفها واستنباط الأسرار منها ، كما بدا من تتبع بعض الصور التناصية للموضوع الواحد – في سائر فصول كتاب المدهش – أنها تتشظى إلى أجزاء يكمل بعضها بعضا ، وبذلك سلمت تلك الأجزاء التصويرية من التكرار لغير فائدة جديدة ، واتضح عند ضم بعضها إلى بعض ؛ ملامح الصورة الكلية الحاملة لرؤية ابن الجوزي - حول قضية وعظية ما - على وجهَي التفصيل والإجمال ، وقد سيطرت على الصور التناصية عنده وظيفتا التشخيص والتجسيد دون التجريد ؛ ولعل السبب في ذلك هو تفوق هاتين الوظيفتين على التجريد في توضيح الصورة ، وتقوية تخيلها لدى المتلقي ، وتطويل بقائها في تصوره .
كما لوحظ أن ابن الجوزي تناص في مواعظه مع كثير من النصوص بغض النظر عن صحتها – كتناصاته مع الأحاديث الضعيفة والموضوعة والإسرائيليات والأساطير ...-وهذا غير قادح فيه ، بل لعله معذور في كل هذا لجملة من الأسباب ، منها : أن عماد المواعظ هو الأحاديث الزهديات والأقاصيص -وعمومها لا يثبت -، ثم إن الغاية الإصلاحية لابن الجوزي / الواعظ الأديب ، جعلته يستحسن بعض الوسائل لتحقيق هذه الغاية ولو كان بالإحالة بما لايثبت من المنقولات ، وكأنه عد التخييل الأدبي ؛ في حكم غايته التي يرمي إليها .
وفي الفصل الثالث : حاولت استخراج أبرز آليات التناص في كتاب المدهش وتحليلها، وهي (آلية الدمج الإضافي) في المستوى التركيبي ، و (آلية التشويش الزمني) في المستوى الدلالي ، و (آلية الربط السياقي) في المستوى السياقي ، وقد ظهر من خلال التحليل في هذا الفصل ؛ أن أكثر آليات التناص استعمالا عند ابن الجوزي هي آلية (الدمج الإضافي) ؛ ولعل سبب ذلك يكمن في أن نقطة التماس الإضافي بين الشاهد ونص الكاتب تحقق الامتزاج الكامل بين المضاف والمضاف إليه تركيبيا ، على وفق العلائق التي تسوغ الجمع بين ركني الإضافة وتثري دلالتهما ؛ من أجل تحقيق الوظائف الجمالية التي تبرز مضمون المتضايفين في صورة تشخيصية أو تجسيدية أو تجريدية ، أو تمنحه اسما يمكن أن يصير علما على ذلك المضمون يعرف به ... وقد أضاف ابن الجوزي إلى النصوص التي اجتلبها ثم أدرجها في نصه ؛ مفردات متطابقة – غالبا – مع بلاغة النص المدرَج اختيارا وتركيبا ، فحمَّلها بذلك رؤية جمالية وفكرية تجاه النصوص المجتلَبة ، وزاد من لُحمة الدمج بين المضاف والمضاف إليه تركيبيا وسياقيا ودلاليا ، كما اختار بعض الألفاظ المضافة إلى النصوص المجتلبة مستندا في هذا الاختيار إلى مرجعيات تناصية موجودة في السياق الأصلي للنص المجتلَب ، أو في السياق الأصلي لنص آخر مشابه له، فتناص بذلك مع الشواهد المجتلَبة من جهتين : داخلية وخارجية ، كما منح نصه بهذا كثافة دلالية وإيحائية عالية .
كما تبين من خلال تحليل آلية التشويش الزمني ؛ أنه شوش أزمنة كثير من النصوص المدرَجة في سياق نصه ؛ لتحقيق جملة من الوظائف التناصية المتداخلة منها : تحويل الأحداث من زمن إلى زمن آخر ، وتثبيت الزمن ، أو تحقيقه ، وتجديد الزمن بتوسيع محور المخاطب .
أما في تحليل آلية الربط السياقي ؛ فقد لوحظ أنه تناصَّت نصوص ابن الجوزي مع النصوص المدرَجة فيها ؛ تناصا سياقيا من وجوه متعددة أهمها: استصحاب السياق الأصلي إلى سياق النص الجديد ، أو تحويله إليه ، أو الإحالة في سياق النص اللاحق ؛ إلى سياق النص السابق إحالة تناصية قائما على التناظر أو التقابل بين عناصرهما السياقية ، أو تذويب السياقات الأصلية للنصوص المدرَجة في قالب سياقي واحد - هو سياق النص الجديد -؛ فبدت السياقات – حينئذ – مُحكمة النسج ، وبدت معها النصوص غير المتجانسة ؛ كأنها نص واحد ، منتمٍ إلى جنس قولي واحد .
توصيات الدراسة :
إن تراث ابن الجوزي الوعظي ؛ بحاجة إلى أن يدرس دراسة شاملة في الموضوعات الآتية :
o تقنيات السرد عند ابن الجوزي .
o الصورة الفنية في مواعظ ابن الجوزي .
o الفنون البديعية في كتاب المدهش – دراسة بلاغية -.
o تآلف الإيقاع الموسيقي مع الدلالة في كتاب المدهش .
كان هذا سعي المُقلِّ ، وعلى الله المكافأة في الآخرة ؛ إذ قصُرَت عنها طاقتي، وكلَّ دونها وُسعي (سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13) وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ (14)) [ الزخرف ] .
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) تراجع ترجمته في : رحلة ابن جبير (614 هـ) ، أبو الحسين محمد بن جبير ، دار صادر – بيروت – د. ط ، د . ت ، ص 196 – 200 ، ووفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان ، أبو العباس شمس الدين بن خلكان (681 هـ) ، تحقيق : إحسان عباس ، دار صادر – بيروت – ، ط 1 ، بين عامي 1900 م – 1994 م ، 3 / 140 ، وسير أعلام النبلاء ، شمس الدين الذهبي (748 هـ) ، تحقيق : مجموعة من المحققين بإشراف شعيب الأرناؤوط ، مؤسسة الرسالة – بيروت - ، ط 3 ، 1405 هـ / 1985 م ، 41 / 340 ، والعبر في خبر من غبر ، شمس الدين الذهبي (748 هـ) ، تحقيق : صلاح الدين المنجد ، مطبعة حكومة الكويت – الكويت - ، د . ط ، 1984 م ، 4/ 297 ، والوافي بالوفيات ، صلاح الدين الصفدي (764 هـ) ، تحقيق واعتناء : أحمد الأرناؤوط وتركي مصطفى ، دار إحياء التراث العربي – بيروت – ط 1 ، 1420 هـ - 2000 م ، 18 / 109 – 115 ، والبداية والنهاية ، أبو الفداء بن كثير ( 774 هـ) ، تحقيق : عبد الله بن عبد المحسن التركي ، دار هجر – القاهرة – ط 1 ، 1419 هـ – 1998 م ، 16 / 706 – 711 .
([2]) يراجع في ذلك : مواعظ ابن الجوزي دراسة تحليلية فنية ، عرفة حلمي عباس ، مكتبة الآداب- القاهرة- ، د . ط ، ٢٠٠٨ م ، ص 5 .
([3]) المدهش ، عبد الرحمن بن الجوزي (597 هـ) ، تحقيق : عبد الكريم تتَّان ، وخلدون مخلوطة ، دار القلم – دمشق – ط 1 ، 1425 هـ - 2004 م ، 1 / 55 .
([4]) من أشهر كتبه الوعظية : ( بحر الدموع – بستان الواعظين – التبصرة – التذكرة – صيد الخاطر - الطب الروحاني - اللطائف – المقامات - المنثور - المواعظ ) وانظر قائمة بغير هذه المصنفات له - أيضا - في مواعظ ابن الجوزي دراسة تحليلية فنية ص 669
([5]) كانت هذه الملاحظة ثمرة جلسة علمية حظيت بها مع أستاذي الدكتور يحيى المذحجي ، أستاذ البلاغة والأسلوبية بكلية الآداب – جامعة تعز .
([6]) يراجع : انفتاح النص الشعري الحديث بين الكتابة والقراءة ، عبد القادر عباسي ، ( رسالة ماجستير ) ، جامعة الحاج لخضر ، كلية الآداب والعلوم الإنسانية – باتنة – الجزائر ، 2006 م/ 2007 م ، ص (أ) من المقدمة .
([7]) المنهج السيميائي هو المنهج الذي يدرس الرموز والإشارات ؛ ويعمد إلى الكشف عن التحولات من المرجعي إلى التناصي ؛ من منطلق أن النص المقروء يخفي نصا آخر ؛ لذلك عده النقاد المكون الرئيس لنظرية التناص ، والفضاء الذي يحتويها . يراجع : التناص بين التراث والمعاصرة ، نور الهدى لوشن ، مجلة جامعة أم القرى لعلوم الشريعة واللغة العربية وآدابها ، ج 15 ، ع 26 ، صفر 1424هـ ، (من ص 1019 – 1033) ، ص 1020 .
([8]) في هذا المستوى يستمد التحليل السيميائي كثيرا من إجراءات التحليل الأسلوبي والبلاغي ، ويدمجها في منظومة إجراءاته المنهجية . يراجع : التحليل السيميائي لخطاب الشعري ( تحليل بالإجراء المستوياتي لقصيدة شناشيل ابنة الحلبي)، عبد الملك مرتاض ، اتحاد الكتاب العرب - دمشق - ، د . ط ، 2005م ، ص 19 وما بعدها ، وص 30 وما بعدها ، والاتجاه السيمولوجي ونقد الشعر ، عصام خلف كامل ، دار فرحة – القاهرة – د . ط . د . ت . ص 44 وما بعدها .
([9]) لـ عرفة حلمي عباس ، مكتبة الآداب - القاهرة -، د . ط ، ٢٠٠8م .
([10]) من ص 21- 135 من أصل 758 صفحة .
إقرأ المزيد... Résuméabuiyad

الأحد، 16 يناير 2011

عقبى لك الدكتوراه ...

التناص في تراث ابن الجوزي .. رسالة ماجستير

الجمهورية ـ خاص

الجمعة 14 يناير- كانون الثاني 2011

حصل الباحث : تامر عبد الودود الأشعري على درجة الماجستير من قسم اللغة العربية بكلية الآداب, جامعة تعز، بتقدير ممتاز عن رسالته الموسومة بـ: (التناص في تراث ابن الجوزي الوعظي- كتاب المدهش أنموذجاً).

وكانت لجنة المناقشة المكونة من أ. د. عبد القوي الحصيني ـ مشرفاً رئيسياً ومناقشاً، و أ. د. محمد الزهيري, ممتحناً خارجياً، جامعة إب، وأ.د. يحيى المذحجي, ممتحناً داخلياً، قد أشادت بالرسالة، وثمنت تجشم الباحث عناء البحث في هذا الموضوع الجديد والشائك، وأنه مما لا يقدر عليه إلا الباحث المتمكن .

وأكدت اللجنة أن الباحث قدم دراسة جادة وعميقة، وأنها جديرة بأن تتداول بين الجامعات، فأوصت بطباعتها على نفقة الجامعة، كما شكرت للباحث حضور بديهته ، وإلمامه التام بأجزاء موضوعه.

إقرأ المزيد... Résuméabuiyad

ترقيم الصفحات